الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قوله عز وجل " لا تدخلوا " الآية ، وعند أبي ذر والنسفي كذا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام إلى قوله عظيما وغيرهما ساقوا الآية كلها ، كما هو هاهنا . قوله : " لا تدخلوا " أوله : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا الآية ، قوله : إلا أن يؤذن لكم " أي : إلا أن تدعوا إلى طعام فيؤذن لكم فتأكلونه . قوله : غير ناظرين " أي : غير منتظرين إناه ، أي : وقت إدراكه ونضجه ، وعن ابن عباس : نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ، ثم يأكلون ولا يخرجون ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأذى منهم ، فنزلت هذه الآية ، وغير نصب على الحال . قوله : فإذا طعمتم " أي : فإذا أكلتم الطعام . قوله : فانتشروا " أي : فتفرقوا واخرجوا من منزله . قوله : ولا مستأنسين " عطف على قوله غير ناظرين " أي : ولا غير مستأنسين أي : طالبين الأنس لحديث نهوا أن يطيلوا الجلوس يستأنس بعضهم لبعض لأجل حديث يحدثون به . قوله : إن ذلكم " أي : إطالتكم في القعود وانتظاركم الطعام [ ص: 121 ] الذي لم يتهيأ واستئناسكم للحديث يؤذي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويشوش عليه . قوله : فيستحيي منكم " أن يقول لكم قوموا والله لا يستحيي من الحق " أي : لا يترك تأديبكم وحملكم على الحق ولا يمنعه ذاك منه . قوله : وإذا سألتموهن " أي : إذا سألتم نساء النبي صلى الله عليه وسلم متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " . وروي أن عمر رضي الله تعالى عنه أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب ، فقالت زينب : يا ابن الخطاب ، أتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا ! فأنزل الله تعالى وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب قوله : ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " يعني : من الريبة . قوله : وما كان لكم " يعني : وما ينبغي لكم وما يصلح لكم أن تؤذوا رسول الله " في شيء من الأشياء ، " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " نزلت في رجل كان يقول : لئن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة ، زعم مقاتل أنه طلحة بن عبيد الله . قوله : إن ذلكم " أي : إن نكاح أزواجه بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان عند الله عظيما " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية