الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا هكذا في رواية الأصيلي وكريمة، وفي رواية أبي ذر والأكثرين: وقوله: ومن الناس من يشتري لهو الحديث الآية، وتمام الآية: ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ووجه ذكر هذه الآية عقيب الترجمة [ ص: 274 ] المذكورة أنه جعل اللهو فيها قائدا إلى الضلال صادا عن سبيل الله، فهو باطل، وقيل: ذكر هذه الآية؛ لاستنباط تقييد اللهو بالترجمة من مفهوم قوله تعالى: ليضل عن سبيل الله بغير علم فإن مفهومه أنه إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذموما، وكذا مفهوم الترجمة أنه إذا لم يشغله اللهو عن طاعة الله لا يكون مذموما، كما ذكرناه الآن.

                                                                                                                                                                                  واختلف المفسرون في اللهو في الآية؛ فقال ابن مسعود: الغناء، وحلف عليه ثلاثا، وقال: الغناء ينبت النفاق في القلب، وقاله مجاهد أيضا، وقيل: الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل، وقيل: ما يلهاه من الغناء وغيره، وعن ابن جريج: الطبل، وقيل: الشرك، وعن ابن عباس: نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا، وقيل: نزلت في النضر بن الحارث، وكان يتجر إلى فارس فيشتري كتب الأعاجم فيحدث بها قريشا، ويقول: إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد وثمود، فأنا أحدثكم بحديث رستم وبهرام والأكاسرة وملوك الحيرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن. قوله: ليضل عن سبيل الله أخذ البخاري منه قوله في الترجمة: "إذا شغله عن طاعة الله" والمراد من سبيل الله القرآن، وقيل: دين الإسلام، وقرئ: ليضل، بضم الياء وفتحها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية