الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قول الله تعالى : وأقسموا هذه الآية الكريمة في الأنعام وبعدها : لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها الآية ، وفي سورة النور : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن الآية .

                                                                                                                                                                                  وقال الثعلبي : الآية الأولى نزلت في قريش ، قالوا : يا محمد تخبرنا عن موسى كان معه العصا يضرب بها الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينا ، وتخبرنا عن عيسى أنه كان يحيي الموتى ، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة ، فأتنا بشيء من الآيات حتى نصدقك . . . الحديث بطوله ، فأنزل الله تعالى : وأقسموا بالله أي : حلفوا بالله جهد أيمانهم أي : بجهد أيمانهم يعني : بكل ما قدروا عليه من الأيمان وأشدها لئن جاءتهم آية كما جاء من قبله من الأمم ليؤمنن بها الآية ، والآية الثانية نزلت في المنافقين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم أينما كنت نكن معك إن أقمت أقمنا وإن خرجت خرجنا وإن جاهدت جاهدنا معك ، فقال الله تعالى : قل لهم : لا تقسموا طاعة معروفة بالقول واللسان دون الاعتقاد فهي معروفة منكم بالكذب أنكم تكذبون فيها قاله مجاهد ، وقال المهلب : قوله تعالى : وأقسموا بالله جهد أيمانهم دليل على أن الحلف بالله أكبر الأيمان كلها لأن الجهد شدة المشقة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية