الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9907 - لا عدوى ولا صفر ولا هامة (حم ق د) عن أبي هريرة (حم م) عن السائب بن يزيد - (صح)

التالي السابق


(لا عدوى) أي لا سراية لعلة من صاحبها لغيره، يعني أن ما يعتقده الطبائعيون من أن العلل المعدية مؤثرة لا محالة باطل، بل هو متعلق بالمشيئة الربانية، والنهي عن مداناة المجذوم من قبيل اتقاء الجدار المائل والسفينة المعيبة (ولا صفر) بفتحتين، وهو تأخير المحرم إلى صفر في النسيء، أو دابة بالبطن تعدي عند العرب. قال البيضاوي : ويحتمل أن يكون نفيا لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن (ولا هامة) بتخفيف الميم على الصحيح، وحكى أبو زيد تشديدها، دابة تخرج من رأس القتيل أو تتولد من دمه، فلا تزال تصيح حتى يؤخذ بثأره، كذا تزعم العرب، فأكذبهم الشارع، قال القرطبي : ولا ينافيه خبر: لا يورد ممرض على مصح؛ لأنه إنما نهى عنه خوف الوقوع في اعتقاد ذلك، [ ص: 434 ] أو تشويش النفس وتأثير الوهم، فينبغي تجنب طرق الأوهام، فإنها قد تجلب الآلام، وبهذا الجمع سقط التعارض بين الحديثين، وعلم أنه لا دخل للنسخ هنا، فإنهما خبران عن أمرين مختلفين لا متعارضين، قالابن رجب: المشروع عند وجود الأسباب المكروهة الاشتغال بما يرجى به دفع العذاب من أعمال الطاعة والدعاء، وتحقيق التوكل والثقة بالله، قال بعض الحكماء: صحيح الأصوات في هياكل العبادات بأفنان اللغات محلل ما عقدته الأفلاك الدائرات، أي على زعمهم

[تنبيه] قال ابن مالك في شرح التسهيل: أكثر ما يحذف الحجازيون خبر "لا" مع "إلا" نحو: لا إله إلا الله، ومن حذفه دون إلا نحو: لا ضرر ولا ضرار ولا عدوى ولا طيرة

(حم ق) في الطب (عن أبي هريرة ، حم م عن السائب) بن يزيد ابن أخت عمران ، وفي مسلم عن أبي هريرة أنه كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا عدوى ولا صفر ولا هام، ويحدث عنه أيضا أنه قال: لا يورد ممرض على مصح، قال الحارث بن أبي ذئاب وهو ابن عم أبي هريرة : فلا أدري: أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر؟



الخدمات العلمية