الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6883 [ ص: 84 ] 11 - باب: قول الله تعالى: أو يلبسكم شيعا [ الأنعام: 65 ]

                                                                                                                                                                                                                              7313 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال عمرو: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ] قال: " أعوذ بوجهك ". أو من تحت أرجلكم [ الأنعام: 65 ] قال: " أعوذ بوجهك ". فلما نزلت: أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال: " هاتان أهون" أو "أيسر ". [ انظر: 4628 - فتح: 13 \ 295 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر - رضي الله عنه - : لما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ]، قال: "أعوذ بوجهك". أو من تحت أرجلكم قال: "أعوذ بوجهك". فلما نزلت: أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال: "هاتان أهون" أو "أيسر".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              في الآية أقوال:

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس من فوقكم أئمة السوء ومن تحت أرجلكم خدم السوء، وقيل: الأتباع، وقال الضحاك: من فوقكم . أي: كباركم أو من تحت أرجلكم من سفلتهم، وقال أبو العباس: من فوقكم يعني الرجم أو من تحت أرجلكم يعني الخسف.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: أو يلبسكم شيعا . الشيع: الفرق، والمعنى: شيعا مفترقة مختلفة لا متفقة لبست الشيء خلطته، ولبست عليه ألبسه إذا لم تبينه.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 85 ] ونقل ابن بطال عن المفسرين من فوقكم يحصبكم بالحجارة، أو يغرقكم بالطوفان الذي غرق به قوم نوح أو من تحت أرجلكم الخسف الذي نال قارون ومن خسف به، وقيل: الريح ويذيق بعضكم بأس بعض يعني الحرب والقتل.

                                                                                                                                                                                                                              ويروى أنه - عليه السلام - سأل ربه تعالى أن لا يستأصل أمته بعذاب ولا يذيق بعضهم بأس بعض فأجابه في صرف العذاب دون الثاني وأن لا تختلف. فلذلك قال - عليه السلام - : "هاتان أهون" أي: الاختلاف والفتنة أيسر من الاستئصال والانتقام بعذاب الله وإن كانت الفتنة من عذاب الله لكن هي أخف; لأنها كفارة للمؤمنين، أعاذنا الله من عذابه ونقمه. وقال ابن التين: أي: لما في ذلك من النكير عن قوم، والإكرام وأنه لم يسلط عليهم غيرهم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية