الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6955 [ ص: 227 ] 10 - باب: قول الله تعالى: قل هو القادر [ الأنعام: 65 ]

                                                                                                                                                                                                                              7390 - حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن بن عيسى، حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي قال: سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله السلمي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلم السورة من القرآن يقول: " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به ". [ انظر: 1162 - فتح: 13 \ 375 ].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله السلمي - رضي الله عنهما - في دعاء الاستخارة، وقد سلف في الأدعية قريبا.

                                                                                                                                                                                                                              والقادر والقدرة من صفات الذات، وقد سلف في باب قوله تعالى: إن الله هو الرزاق [ الذاريات: 58 ]

                                                                                                                                                                                                                              إن القوة والقدرة بمعنى، وكذلك القادر والقوي بمعنى، وذكر الأشعري أن القدرة والقوة والاستطاعة معناها واحد. لكن لم يشتق لله تعالى من الاستطاعة اسم، ولا يجوز أن يوصف بأنه مستطيع; [ ص: 228 ] لعدم التوقيف بذلك، وإن كان قد جاء القرآن بالاستطاعة، فقال: هل يستطيع ربك [ المائدة: 112 ] فإنما هو خبر عنهم ولا يقتضي إثباته صفة له تعالى، فدل على ذلك أمران تأنيبه لهم عقب هذا، وقراءة من قرأ: ( هل تستطيع ربك ) يعني: هل تستطيع سؤال ربك، وقد أخطئوا في الأمرين جميعا; لافترائهم على أنفسهم وخالقهم ما لم يأذن لهم فيه ربهم - عز وجل - .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله في دعاء الباب: "فاقدره لي". أي: اقض لي به، والرواية بضم الدال، وقد روي بكسرها.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية