الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2956 3124 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 433 ] منبه،
                                                                                                                                                                                                                              عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها. فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا. فحبست، حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت - يعني النار - لتأكلها، فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل. فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول. فلتبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا". [5157 - مسلم: 1747 - فتح: 6 \ 220]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر في الباب حديث عروة البارقي: "الخيل معقود في نواصيها الخير".

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة : "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده... ". وقد سلف.

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال: حدثنا إسحاق، سمع جريرا، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة بمثل حديث أبي هريرة ويأتي في علامات النبوة والأيمان والنذور، وأخرجه مسلم أيضا. وإسحاق هذا قال الجياني: لم أجده منسوبا لأحد. ونسبه أبو نعيم: إسحاق بن إبراهيم.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر حديث يزيد الفقير - وهو من فقار الظهر لا من المال - عن جابر مرفوعا: "أحلت لنا الغنائم... " وقد سلف في التيمم مطولا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 434 ] ثم ذكر حديث أبي هريرة لكنه: "تكفل الله لمن جاهد في سبيله.. ." الحديث، قد سلف في باب: أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر حديث أبي هريرة أيضا: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة... ." الحديث. وقد سلف في موضع أشار إليه البخاري في الجهاد في باب: من اختار الغزو بعد البناء، وقال: فيه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                              والبخاري رواه عن محمد بن العلاء: أنبأنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة وسيأتي في النكاح، وأخرجه مسلم أيضا، ولما ذكره أبو نعيم في "مستخرجه" قال: رواه البخاري عن أبي كريب، عن عبد الله بن المبارك - أو غيره - عن معمر، ولم أره هكذا وسيأتي في التوحيد، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ذكر ابن إسحاق أن هذا النبي يوشع بن نون، وقال: ولم تحتبس الشمس إلا له ولنبينا صبيحة الإسراء حين انتظروا العير التي أخبر بقدومها عند شروق الشمس ذلك اليوم.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: قد وقع ذلك لنبينا مرة أخرى غير هذه، في الخندق حين شغل عن صلاة العصر حتى غابت الشمس فصلاها، ذكره عياض في "إكماله". وقال الطحاوي : رواته ثقات. ووقع لموسى - صلى الله عليه وسلم - تأخير طلوع الفجر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 435 ] روى ابن إسحاق في "المبتدأ" من حديث يحيى بن عروة عن أبيه أن الله - عز وجل - أمر موسى بالمسير ببني إسرائيل، وأمره بحمل تابوت يوسف - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يدل عليه حتى كاد الفجر يطلع، وكان قد وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر، فدعا ربه أن يؤخر طلوعها حتى يفرغ من أمر يوسف، ففعل الله - عز وجل - ذلك، وبنحوه ذكر الضحاك في "تفسيره الكبير".

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في "أوسط معاجمه" من حديث معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار. قال: لم يروه عن معقل إلا الوليد بن عبد الواحد التميمي، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الحراني، ولم يروه عن أبي الزبير إلا معقل.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: فيجوز أن يحمل على إحدى الحالتين السالفتين أو على حالة ثالثة.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وقد وقع ذلك لبعض أمته، وهو الإمام علي - رضي الله عنه - ، أخرجه الحاكم، عن أسماء بنت عميس أنه - صلى الله عليه وسلم - نام على فخذ علي حتى غابت الشمس، فلما استيقظ قال علي: يا رسول الله، إني لم أصل العصر فقال - صلى الله عليه وسلم - : "اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيك فرد عليه شرقها"

                                                                                                                                                                                                                              قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى [ ص: 436 ] الأرض، ثم قام علي فتوضأ وصلى العصر، وذلك بالصهباء.
                                                                                                                                                                                                                              وذكره أبو جعفر في "مشكله"، وقال: كان أحمد بن صالح يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم أن يتخلف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنه من أجل علامات النبوة قال: وهو حديث متصل. وفي آخر: رواته ثقات. وأما ابن الجوزي فأعله من طريق آخر، وأعله ابن تيمية بأن أسماء كانت مع زوجها بالحبشة، لكن جعفر قدم خيبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقسم له ولأصحابه وهم بخيبر.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الخطيب في كتابه "ذم النجوم" بإسناد فيه ضعف عن علي أن يوشع بن نون قال له قومه: إنا لن نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله. فأوحى الله إلى غمامة فأمطرتهم واستنقع على الجبل ماؤها، ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجرى في ذلك فأراهم بدء الخلق وآجاله مجاري الشمس والقمر والساعات، فكان أحدهم يعلم متى يمرض ومتى يموت فبقوا كذلك برهة، ثم إن داود - عليه السلام - قاتلهم على الكفر، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله، فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل منهم أحد، فدعا الله داود فحبست الشمس عليهم فزيد في النهار، فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة، فاختلط عليهم حسابهم.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: فإذا هؤلاء ثلاثة: نبينا، ويوشع بن نون وداود، ومن أصحابه علي، ووقع في كلام ابن التين أنه ذكر أنه يعني هذا النبي يوشع فتى [ ص: 437 ] موسى وهو الرجل المؤمن الذي كان يكتم إيمانه، وهو غريب.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قوله للشمس: "إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا فحبست" هو دعاء إلى الله أن يمد لهم الوقت حتى يفتحوا المدينة.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: في قوله: "احبسها علينا" أقوال: أحدها: أنها ردت على أدراجها. وقيل: أوقفت فلم تبرح. وقيل: (بطئ مجريها) وسيرها، وهو أوفى - الأقوال كما قاله ابن بطال؛ لجريها على العادة، وإن كان خرق العادات للأنبياء (جائزا) فكل الوجوه جائزة.

                                                                                                                                                                                                                              وفي قوله: "إنك مأمورة" دليل في النوم وأصل العبادة على ضيق وقت العمل الذي الرأي فيه في اليقظة وفوات وقته، فيكون تنبيها على الأخذ بالحزم.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن الأنبياء قد يحكمون على الأشياء المعجزات بآيات يظهرها الله تعالى على أيديهم، شهادة على ما التبس من أمر الحكم، وقد يحكمون أيضا بحكم لا يكون آية معجزة، ويكون النبي وغيره من الحكام سواء، ويكون اجتهادهم على حسب ما يتأدى إليهم من مقالة الخصمين، فذلك إنما هو ليكون سنة لمن بعدهم.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن قتال آخر النهار إذا هبت رياح النصر أفضل كما كان - عليه السلام - يفعل.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 438 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              الآية التي بدأ بها البخاري - رحمه الله - نزلت عام الحديبية، فكانت التي عجلت لهم خيبر فقسمها بين أهل الحديبية، من شهد منهم خيبر ومن غاب عنها، ولم يقسم معهم لغيرهم إلا اثني عشر رجلا قدموا مع جعفر من أرض الحبشة، وكان أهل الحديبية ألفا وأربعمائة، وكان معهم مائتا فرس فقسمت على ألف وثمانمائة. قال مالك فيما نقله الشيخ أبو محمد عنه: كانت خيبر على سنة ست من الهجرة.

                                                                                                                                                                                                                              قالوا: ولم يخرج إليها إلا أهل الحديبية إلا رجل من بني حارثة أذن له، وخرج في المحرم ففتح حصونهم، وهي التي وعده الله بها بالحديبية في قوله: وأخرى لم تقدروا عليها [الفتح: 21].

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن بطال : المخاطب بهذه الآية أهل الحديبية خاصة ووعدهم بها، فلما انصرفوا من الحديبية فتحوا خيبر، وهي المعجلة. والمذكور في التفسير أن خيبر هي التي عجلت لهم كما أسلفنا.

                                                                                                                                                                                                                              واختلفوا في قوله: وأخرى لم تقدروا عليها [الفتح: 21] فقال ابن أبي ليلى: هي فارس والروم. وقال قتادة: هو فتح مكة. وقال مجاهد: هو ما يكون بعد إلى يوم القيامة. وقال ابن أبي ليلى في قوله تعالى: وأثابهم فتحا قريبا [الفتح: 18] يعني: خيبر.

                                                                                                                                                                                                                              وقال مروان والمسور: وانصرف رسول الله من الحديبية، فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة، فأعطاه الله فيها خيبر، فقدم

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 439 ] المدينة من ذي الحجة وسار إلى خيبر في المحرم. وقوله تعالى: وكف أيدي الناس عنكم وعيالكم بالمدينة حين ساروا إلى الحديبية وإلى خيبر.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وقوله (فهي للعامة): يعني: لجميع الناس حتى يبين الشارع من يستحقها وكيف تقسم، وقد بين الله تعالى بقوله: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه الآية. [الأنفال: 41].

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قوله في كسرى وقيصر: "لتنفقن كنوزهما في سبيل الله" لعله أراد ما كان في زمن عمر وغيره أنه أتى بالأموال فصبها في المسجد، فأتلفت التيجان لما أصابتها الشمس، فبكى عمر، فقال له ابن عوف: ليس هذا حين بكاء إنما هذا حين شكر، فقال عمر: إني أقول: ما فتح الله هذا على قوم قط إلا سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم. فكان كما قال، وكان من ذلك السفطان اللذان أتى بهما من كسرى الدهقان فرأى الملائكة تدفع في صدره عنهما، فردهما إلى حيث أتيا منه، وأمر أن يجعلا في أرزاق المقاتلة، فبيعا بمائتي ألف درهم.

                                                                                                                                                                                                                              ولما فتح عمرو مصر أتى رجل من عظماء أهلها، فسجنه وأدخل معه السجن رجلا، وقال له: اعرف ما يلتجئ به، فقيل له: هو يلتجئ لراهب بموضع كذا. فجعل عمرو من يكتب بكتابهم، وأرسل إليه خاتمه، فختم به الكتاب وكتب على لسان الكافر إلى الراهب: إذا أتاك كتابي فادفع إلى فلان الوديعة التي عندك، فدفع الراهب إلى الرسول قمقما [ ص: 440 ] مختوما، فأتى به عمرا ففتحه فإذا فيه كتاب: يا بني، إذا أردتم أخذ ما لكم فاحضروا الفسقية التي بموضع كذا وكذا ذراع، من جانب كذا. فأرسل عمرو منا فأخرجوا خمسين إردبا دنانير.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: ("وأحلت لي الغنائم") هي من خصائصه، فلم تحل لأحد غيره وغير أمته، وكانت المغانم للأنبياء المتقدمين يخفونها في برية فتأتي نار من السماء فتحرقها، فإن كان فيها غلول أو ما لا يحل لم تأكلها، وكذلك كانوا يفعلون في قربانهم، كان المتقبل تأكله النار، وما لا يتقبل يبقى على حاله ولا تأكله، ففضل الله هذه الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فيجاهدون سائر الخلق، وأعطاهم ما لم يعط غيرهم، جعل أناجيلهم في صدورهم، وجعل لهم الاستغفار، وكان من قبلهم إذا أذنب أحدهم أصبح مكتوبا على بابه: أذنب فلان ذنب كذا. وأعطيت الاسترجاع عند المصائب، وجعلهم ظاهرين إلى يوم القيامة، وجعلهم أكثر الأمم، وأحل النار للمغانم لتخلص نية المغازي كى لا يكون قتالهم لأجل الغنيمة، وأبيحت الغنائم لهذه الأمة؛ لأن الإخلاص غالب عليها فلم تحتج إلى باعث آخر، نبه على هذا ابن الجوزي .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ودعاء هذا النبي قومه للمبايعة لمصافحة أيديهم اختبار منه للقبيل الذي فيهم الغلول من أجل ظهور هذه الآية، وهي لصوق يد المبايع بيد النبي.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: دليل على تجديد البيعة إذا احتيج إلى ذلك لأمر يقع، وقد فعل ذلك الشارع تحت الشجرة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 441 ] وفيه: جواز إحراق أموال المشركين وما غنم منها. وأمره أن يتبعه من لم يتزوج فيه دلالة أن فتن الدنيا تدعو النفس إلى الهلع وتجنبها؛ لأن من ملك بضع امرأة ولم يبن بها، أو بنى بها وكان على طراوة منها، فإن قلبه متعلق بالرجوع إليها، ويشغله الشيطان عما هو فيه من الطاعة فيرمي في قلبه الجزع، وكذلك ما في الدنيا من متاعها وفتنتها، فأراد أن تصفو القلوب للأعمال ولا تتحدث بسرعة الرجوع، فأصحاب هذه الأحوال تتعلق القلوب بها فتضعف عزائمهم، وتفتر رغباتهم في الجهاد والشهادة، وربما يفرط ذلك التعلق بصاحبه فيفضي به إلى كراهة الجهاد وأعمال الخير، والهمم إذا تفرقت ضعف فعل الجوارح، وإذا اجتمعت قويت.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: ("رجل ملك بضع امرأة") قال ابن التياني في "الموعب": البضع اسم المباضعة، وهو الجماع، وجعل تأبط شرا البضع: المباشرة. وقيل: إنه مهر المثل، والبضاع - بالكسر - الجماع.

                                                                                                                                                                                                                              وعن أبي زيد: المباضعة: النكاح، وقد بضعها بضعا، والاسم: البضع، وهو الجماع، والبضع: ملك الولي للمرأة، وبضعها بيد زوجها، وهو الطلاق، وكذلك البضيع، وقال الأزهري: اختلف الناس في البضع، فقال قوم: هو الفرج. وقال قوم: هو الجماع. وعن الأصمعي: ملك فلان بضع فلانة. إذا ملك عقدة نكاحها، وهو كناية عن موضع الغشيان.

                                                                                                                                                                                                                              وقال صاحب "الواعي": الاستبضاع: نوع من نكاح الجاهلية، كان

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 442 ] الرجل منهم يقول لامرأته إذا طهرت: أرسلي إلى فلان استبضعي منه، ويعتزلها زوجها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل، ثم يجامعها بعد إن أراد، يريد بذلك نجابة الولد بها.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("خلفات وهو ينتظر ولادها") خلفات: جمع خلفة. قال ابن فارس : الخلفة: الناقة الحامل، والجمع: مخاض.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن سيده: هي الناقة الحامل، والجمع مخاض على غير قياس، كما قالوا: لواحدة النساء امرأة. وقيل: هي التي استكملت سنة بعد النتاج، ثم حمل عليها فلقحت.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن الأعرابي : إذا استبان حملها فهي خلفة حتى تعشر. وخلفت الناقة خلفا، هذه عن اللحياني. وقيل: المخلفة: التي توهم أن بها حملا ثم لم تلقح.

                                                                                                                                                                                                                              وقال في "المخصص" عن الأصمعي: ناقة عاقد: تعقد بذنبها عند اللقاح، فإذا ثبت اللقاح - وهو حملها - فهي خلفة، والجمع: المخاض.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن دريد: المخاض والمخاض. وقال صاحب "العين": جمعها خلفات. قال الأصمعي: فلا تزال خلفة حتى تبلغ عشرة أشهر، وهذا خلاف ما حكاه صاحب "المحكم" فيما مضى.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الجوهري: الخلف - بكسر اللام - المخاض من النوق، الواحدة: خلفة. وقال في "المغيث": يقال: خلفت إذا حملت، وأخلفت إذا حالت ولم تحمل.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية