الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4365 4366 ص: ثم قد روي عن رسول الله -عليه السلام- في إباحته أيضا ما قد حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر ، -رضي الله عنه- قال: "أتى النبي -عليه السلام- رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله إن لي جارية تستقي على ناضح لي، وأنا أصيب منها فأعزل؟ فقال له رسول الله -عليه السلام-: نعم

                                                [ ص: 406 ] فاعزل، فلم يلبث الرجل أن جاء فقال: يا رسول الله قد عزلت عنها فحملت، فقال رسول الله -عليه السلام-: ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا وهي كائنة".


                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا مؤمل ، قال: ثنا سفيان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                فهذا جابر قد حكى عن رسول الله -عليه السلام- نظير ما حكى عنه أبو سعيد ومن ذكرنا معه في الفصل الذي قبل هذا، وأنه قد أذن له مع ذلك في العزل. .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي ثم قد روي عن رسول الله -عليه السلام- أيضا في إباحة العزل، رواه جابر بن عبد الله فإنه حكى في حديثه نظير ما حكى أبو سعيد الخدري وأبو سعد الزوفي وجرير بن عبد الله، وزاد جابر في روايته بصريح الإذن من النبي -عليه السلام- في العزل، فدل ذلك على أن العزل مباح، وأن القدر لا يمنعه العزل.

                                                وأخرج حديث جابر من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن

                                                محمد بن خازم -بالخاء والزاي المعجمتين- أبي معاوية الضرير ، عن سليمان الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي الكوفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري .

                                                وأخرجه البزار في "مسنده": نا يوسف بن موسى، نا جرير ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله قال: "جاء رجل إلى النبي -عليه السلام- فقال: يا رسول الله، لي جارية وأنا أعزل عنها، فقال رسول الله -عليه السلام-: ما قدر من نسمة تخرج إلا وهي كائنة".

                                                وهذا الحديث روي عن جابر من وجوه بألفاظ مختلفة قد ذكرنا كل حديث بلفظه في موضعه.

                                                [ ص: 407 ] قلت: حديث جابر في هذا الباب أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه بألفاظ مختلفة وأسانيد متغايرة.

                                                الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن مؤمل بن إسماعيل القرشي ، عن سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر .

                                                وأخرجه أحمد من حديث سالم بن أبي الجعد نحوه.

                                                قوله: "تستقي على ناضح" "الناضح" الجمل الذي يستقى عليه، وجمعه نواضح، وفي رواية: تسنو على ناضح، ومعناه تستقي أيضا، من سنى يسنو إذا استقى.

                                                قوله: "نعم فاعزل". صريح بالإذن بالعزل، فدل على أنه مباح.




                                                الخدمات العلمية