الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7032 7033 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا أبو اليمان ، قال : أنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : قال أبو سلمة : : سمعت أبا هريرة يقول : إن النبي -عليه السلام - قال : "لا يورد الممرض على المصح ، . فقال له الحارث بن أبي ذباب : : فإنك قد كنت حدثتنا أن النبي -عليه السلام - قال : لا عدوى ، " ، فأنكر ذلك أبو هريرة ، ، فقال الحارث : : بلى ، فتمارى هو وأبو هريرة ، حتى اشتد أمرهما ، فغضب أبو هريرة وقال للحارث : ، تدري ما قلت ؟ قال الحارث : : لا ، قلت : تريد بذلك أني لم أحدثك ما تقول ؟ قال أبو سلمة : : لا أدري أنسي أبو هريرة أم ما شأنه ، غير أني لم أر عليه كلمة [نسيها] بعد أن كان يحدثنا بها عن النبي -عليه السلام - ، غير إنكاره ما كان يحدثنا عن النبي -عليه السلام - في قوله : لا عدوى " .

                                                حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب أن أبا سلمة حدثه أن رسول الله -عليه السلام - قال : " لا عدوى ، وأن رسول الله -عليه السلام - قال : لا يورد ممرض على مصح . . قال أبو سلمة : : كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن رسول الله -عليه السلام - ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله : لا عدوى . وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح . . . . " .

                                                ثم حدث مثل حديث ابن أبي داود . .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان رجالهما كلهم رجال الصحيح ما خلا إبراهيم بن أبي داود البرلسي :

                                                [ ص: 58 ] الأول : عن إبراهيم ، عن أبي اليمان الحكم بن نافع شيخ البخاري ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                وأخرجه البخاري : ثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، سمعت أبا هريرة ، عن النبي -عليه السلام - قال : "لا توردوا الممرض على المصح " .

                                                وأخرجه مسلم : عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن أبي اليمان ، عن شعيب . . إلى آخره نحوه .

                                                الثاني : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أبي سلمة . . . . إلى آخره .

                                                وأخرجه مسلم : حدثني أبو الطاهر وحرملة -وتقاربا في اللفظ - قالا : نا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أن [أبا] سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه ، أن رسول الله -عليه السلام - قال : "لا عدوى ، ويحدث أن رسول الله -عليه السلام - قال : لا يورد ممرض على مصح . قال أبو سلمة : كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن رسول الله -عليه السلام - ، ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله : لا عدوى ، وأقام على : أن لا يورد ممرض على مصح ، قال : فقال الحارث بن أبي ذباب -وهو ابن عم أبي هريرة : قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر قد سكت عنه ، كنت تقول : قال رسول الله -عليه السلام - : لا عدوى ، فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك ، وقال : لا يورد ممرض على مصح ، فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة ، فرطن بالحبشية ، وقال للحارث : أتدري ماذا قلت ؟

                                                [ ص: 59 ] قال : لا ، قال أبو هريرة : إني قلت : أبيت ، قال أبو سلمة : ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله -عليه السلام - قال : لا عدوى ، فلا أدري أنسي أبو هريرة أم نسخ أحد القولين الآخر " .

                                                قوله : "لا يورد الممرض " . من الإيراد ، وهو من وردت الماء أرده ورودا إذا أحضرته لتشرب ; وأورده غيره ، والورد الماء الذي يرد عليه ، والممرض الذي له إبل مرضى من أمرض الرجل إذا وقع في ماله العاهة ، وقال الخطابي : الممرض هو الذي مرضت ماشيته وإبله ، والمصح صاحب الصحاح منها ، كما قيل : رجل مضعف إذا كانت دوابه ضعافا ومقو إذا كانت أقوياء .

                                                قوله : "لا عدوى " العدوى اسم من الإعداء كالرعوى والبقوى من الإرعاء والإبقاء يقال : أعداه الداء يعديه إعداء ، وهو أن يصيبه مثل ما أصابه .

                                                قوله : "فتمارى هو " أي الحارث "وأبو هريرة " أي تجادلا وتخاصما .

                                                قوله : "أنسي أبو هريرة " الهمزة فيه للاستفهام .




                                                الخدمات العلمية