الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19991 8761 - (20503) - (5\50) عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: وفدنا مع زياد إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أبو بكرة، فلما قدمنا عليه لم يعجب بوفد ما أعجب بنا، فقال: يا أبا بكرة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة، ويسأل عنها، فقال ذات يوم: " أيكم رأى رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت، كأن ميزانا دلي من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان، فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، فاستاء لها، وقد قال حماد أيضا: فساءه ذاك، ثم قال: " خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء " [ ص: 170 ] قال: فزخ في أقفائنا، فأخرجنا، فقال زياد: لا أبا لك، أما وجدت حديثا غير ذا حدثه بغير ذا، قال: لا والله لا أحدثه إلا بذا حتى أفارقه فتركنا، ثم دعا بنا، فقال: يا أبا بكرة، حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبكعه به فزخ في أقفائنا، فأخرجنا، فقال زياد: لا أبا لك أما تجد حديثا غير ذا حدثه بغير ذا، فقال: لا والله لا أحدثه إلا به حتى أفارقه، قال: ثم تركنا أياما، ثم دعا بنا، فقال: يا أبا بكرة، حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكعه به، فقال معاوية: أتقول الملك؟ فقد رضينا بالملك قال أبو عبد الرحمن : وجدت هذه الأحاديث في كتاب أبي بخط يده.

التالي السابق


* قوله : "لم يعجب": - على بناء المفعول - من الإعجاب، وكذا قوله: "ما أعجب بنا".

* "فزخ في أقفائنا": ضبط: - على بناء المفعول بتشديد الخاء المعجمة وإعجام الزاي - أي: دفعنا وأخرجنا.

* "فبكعه": أي: وبخه به؛ من بكعه: إذا استقبله بما يكره.

* * *




الخدمات العلمية