الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5559 2696 - (5584) - (2 \ 86) عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ".

التالي السابق


* قوله: "ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر": أي: إنهم كالمجوس، ووجهه أنهم يقولون بتعدد الخالق، وكذلك من يقول بنفي القدر، وأن العبد خالق لأفعاله، يقول بتعدد الخالق.

ثم هذا الحديث مما زعم الحافظ سراج الدين القزويني: أنه موضوع.

وقد رد عليه الحافظ ابن حجر كما ذكره السيوطي في "حاشية أبي داود".

قلت: كلام الحافظ يقتضي أنه بإسناد أبي داود صحيح على شرط مسلم، أو حسن، ولم يتكلم على إسناد الإمام أحمد، وهو إسناد آخر، فيحصل باجتماعهما التقوية؛ كما لا يخفى، على أن أصل الحديث رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وحسنه، وكذلك رواه الحاكم، وصححه، وأخرجه أبو داود من حديث حذيفة.

وذكر السيوطي في "حاشية الترمذي": أن الحديث جاء من أبي بكر الصديق، ومعاذ بن جبل، وجابر، بطرق ضعاف، وكثرة الطرق تشعر بأن له أصلا.

وذكر السيوطي في كتاب "التعقبات" بعد أن ذكر أن ابن الجوزي عده موضوعا من حديث أبي هريرة، ورد عليه بأن ما ذكره لا يقتضي الوضع، بل إنما [ ص: 167 ] يقتضي نوع ضعف أن الحديث جاء من حذيفة، أخرجه أبو داود، وجابر، أخرجه ابن ماجه، وابن عمر، أخرجه أحمد، والبخاري في "تاريخه" والطبراني في "الأوسط" واللالكائي في "السنة" بأسانيد بعضها على شرط الصحيح، وسهل بن سعد، أخرجه الطبراني في "الأوسط" وأنس، أخرجه الطبراني، وابن عباس، وعمر، أخرجه اللالكائي، انتهى.

وبالجملة فلا وجه للحكم بوضعه، بل ولا ضعفه؛ نظرا إلى المتن، نعم بعض الأسانيد بخصوصها ضعيفة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية