الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8134 4122 - (8334) - (2\327) عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كره لكم ثلاثا، ورضي لكم ثلاثا: رضي لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وأن تنصحوا لولاة الأمر، وكره لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".

التالي السابق


* قوله : "كره لكم": هذه الكراهة تعم الحرمة أيضا؛ كما أن الرضا يعم الأيجاب.

* "أن تعبدوه"؛ أي: توحدوه؛ كما جاء أن العبادة في القرآن توحيد، فقوله: "لا تشركوا. . . إلخ "؛ تأكيد له، أو تطيعوه في أوامره ونواهيه، فقوله: "ولا تشركوا. . . إلخ" لبيان الإخلاص وصلاح النية.

* "وأن تعتصموا ": تتمسكوا.

* "بحبل الله"؛ أي: بشرعه وأحكامه، أو بكتابه عملا واعتقادا.

* "لولاة الأمر": خصوا؛ لأن النصح لهم يعم الكل.

* "قيل وقال"؛ قيل: هما بالتنوين، مصدران، وبفتحهما: فعلان، ويؤيد الأول إدخال حرف التعريف عليهما في قولهم: القيل والقال، لكن يرد عليه أنه يؤدي إلى التكرار.

[ ص: 7 ]

قيل: والمراد: النهي عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم: قيل كذا، وقال كذا.

وقيل: القال الابتداء، والقيل: الجواب، والمراد: النهي عن كثرة الكلام مبتدئا ومجيبا.

وقيل: أراد حكأية كلام الناس، والبحث عما لا يجدي عليه خيرا، ولا يعنيه أمره، وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين متضمنين للضمير، والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير، وكذا إدخال حرف التعريف عليهما.

* "وإضاعة المال"؛ أي: صرفه في غير مصارفه، وقيل: هو إنفاقه في مكروه، أو حرام، وفي المباح إشكال، فيظن مباحا وليس به؛ كتشييد الأبنية، وتزيينها، والتوسع في الثياب الناعمة والأطعمة الشهية.

* "وكثرة السؤال"؛ قيل: هو سؤال الأموال من غير حاجة، أو المشكلات كذلك، أو عن أحوال الناس كذلك.

* * *




الخدمات العلمية