الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر كتبة الله جل وعلا أولاد آدم لداري الخلود ، واستعماله إياهم لهما في دار الدنيا

                                                                                                                          6182 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان ، بالفسطاط حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي ، قال :

                                                                                                                          [ ص: 61 ] قال لي عمران بن حصين : يا أبا الأسود ، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه ، أشيء قضي عليهم ومضى أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم ، واتخذت به الحجة عليهم ؟ فقلت : بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم . قال : فيكون ذلك ظلما ؟ قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا ، فقلت : إنه ليس شيء إلا خلق الله وملك يده ، ما يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فقال عمران : سددك الله أو وفقك الله ، أما والله ما سألتك إلا لأحزر عقلك ، إن رجلا من مزينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه ، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة ؟ فقال : بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم . قال : فلم نعمل إذا ؟ قال : من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين فهو يستعمل لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية