الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 183 ] ذكر عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه

                                                                                                                          7206 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال : سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا عمتي وناسا ، فلما أتوا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فصفوا له قالت : يا رسول الله ، نأى الوافد ، وانقطع الولد وأنا [ ص: 184 ] عجوز كبيرة ما بي من خدمة ، فمن علي من الله عليك ، قال صلى الله عليه وسلم : ومن وافدك ؟ قالت : عدي بن حاتم ، قال : الذي فر من الله ورسوله ؟ قالت : فمن علي ، قالت : فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه علي قال : سليه حملانا قالت : فسألته فأمر لها ، قالت : فأتيته ، فقلت : لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها ، فأته راغبا أو راهبا ، فقد أتاه فلان ، فأصاب منه ، وأتاه فلان فأصاب منه ، فأتيته ، فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي ذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلمت أنه ليس بملك كسرى ، ولا قيصر ، فقال لي : يا عدي بن حاتم ما أفرك أن تقول : لا إله إلا الله ، فهل من إله إلا الله ، ما أفرك من أن تقول : الله أكبر ، فهل من شيء أكبر من الله ؟ قال : فأسلمت ورأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استبشر ، وقال : إن المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية