الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12 - وأخبرنا أبو علي عمر بن علي الواعظ ، أن هبة الله أخبرهم ، أبنا الحسن ، أبنا أحمد ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ( ح ) .

13 - وأخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي ، أن الحسين بن [ ص: 29 ] عبد الملك الخلال أخبرهم ، أبنا إبراهيم سبط بحرويه ، أبنا محمد بن إبراهيم ، أبنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا أبو خيثمة ، قالا : ثنا يعقوب ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه ، قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة ، فأته فاقتله ، قال : قلت : يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه ، قال : إذا رأيته وجدت له أقشعريرة ، قال : فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقفت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا ، وحين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأقشعريرة ، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود ، فلما انتهيت إليه ، قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك [ ص: 30 ] لهذا الرجل ، جاءك لذلك ، قال : أجل ، أنا في ذلك ، قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ، ثم خرجت وتركت ظعاينه مكبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني ، قال : قد أفلح الوجه ، قال : قلت : قتلته يا رسول الله ، قال : صدقت ، قال : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس ، قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قال : قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرني أن أمسكها ، قالوا : أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك ، قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المختصرون يومئذ ، قال : فقرنها عبد الله بسيفه ، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ، ثم دفنا جميعا .

لفظ حديث الإمام أحمد ، ورواية أبي خيثمة نحوه .

ورواه الإمام أحمد أيضا عن يحيى بن آدم ، عن ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن بعض ولد عبد الله بن أنيس - أو قال : عن عبد الله بن أنيس - فذكر نحوه .

إنما أخرجنا هذه الرواية استشهادا لرواية محمد بن كعب القرظي ، عن عبد الله بن أنيس ، فإن رواية محمد بن جعفر بن الزبير لم يسم فيها ابن عبد الله بن أنيس من هو .

التالي السابق


الخدمات العلمية