الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
85 - وأخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي - بقراءتي عليه بأصبهان - قلت له : أخبركم سعد بن أبي الرجاء الصيرفي - قراءة عليه وأنت تسمع - أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان ، [ ص: 177 ] أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا الحارث بن مسكين المصري ، ثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر هو : ابن الخطاب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال موسى - صلى الله عليه وسلم - : يا رب ، أبونا آدم أخرجنا ونفسه من الجنة ، فأراه آدم - صلى الله عليه وسلم - فقال : أنت آدم ؟ فقال : أنا آدم نعم . قال : أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك الأسماء كلها . قال : نعم . قال : فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟ فقال له آدم : من أنت ؟ قال : أنا موسى . قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب ، فلم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه ؟ قال : نعم . قال : فتلومني على أمر قد سبق من الله جل وعز القضاء قبل ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى .

لفظ الحارث بن مسكين .

ورواية الحزامي ، فقال : أنت الذي أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟ فقال له آدم : نعم . قال : أنت الذي نفخ فيك من روحه ، وعلمك الأسماء كلها وأمر ملائكته فسجدوا لك ؟ قال : نعم . قال : فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟ فقال له آدم : ومن أنت ؟ قال : أنا موسى . قال : أنت نبي بني إسرائيل ؟ أنت الذي كلمك ربك من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه ؟ قال : نعم . قال : فما وجدت ذلك في كتاب الله ، إن ذلك كائن قبل أن أخلق ؟ قال : نعم . قال : ففيما تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي ؟ قال رسول [ ص: 178 ] الله - صلى الله عليه وسلم - فحج آدم موسى .

رواه أبو داود في " السنة " عن أحمد بن صالح ، عن ابن وهب بنحوه .

وله شاهد في " الصحيح " من حديث أبي هريرة

التالي السابق


الخدمات العلمية