الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4802 [ 2585 ] وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" .

                                                                                              رواه مسلم (2657) (21).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " مدرك ذلك لا محالة ") كذا صح ، وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : فهو مدرك ذلك ولا محالة ، أي : لا بد من وقوع ذلك منه .

                                                                                              و (قوله : " فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ") يعني : أن هواه وتمنيه هو زناه . وإنما أطلق على هذه الأمور كلها : زنا ، لأنها مقدماتها ، إذ لا يحصل الزنا الحقيقي في الغالب إلا بعد استعمال هذه الأعضاء في تحصيله . والزنا الحقيقي : هو إيلاج الفرج المحرم شرعا في مثله . ألا ترى قوله : " ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " يعني : إن حصل إيلاج الفرج الحقيقي ، ثم

                                                                                              [ ص: 675 ] زنا تلك الأعضاء ، وثبت إثمه ، وإن لم يحصل ذلك واجتنب كفر زنا تلك الأعضاء ، كما قال تعالى : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم [النساء: 31]




                                                                                              الخدمات العلمية