الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5215 [ 2825 ] وعن عبد الله بن عمر ، أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في رهط قبل ابن صياد ، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة ، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد : أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياد فقال : أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : آمنت بالله وبرسله ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قد خبأت لك خبيئا ، فقال ابن صياد : هو الدخ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك ، فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أضرب عنقه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تسلط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .

                                                                                              وقال أيضا : انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد ، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل ، طفق يتقي بجذوع النخل ، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له ، فيها زمزمة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل ، فقالت لابن صياد : يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد ، فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركته بين . قال عبد الله : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم ذكر الدجال فقال : إني لأنذركموه ، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه ، إنه أعور وإن الله تبارك وتعالى ليس بأعور .

                                                                                              وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال يوم حذر الناس الدجال : إنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه من كره عمله ، أو يقرؤه كل مؤمن . وقال : تعلموا أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 148) و (196) في إثر الرقم السابق ، والبخاري (3055 - 3057) ، ومسلم (2930) (95) و (2913) ، وأبو داود (4329) ، والترمذي (2235) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              الخدمات العلمية