الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : مراتب التعلم ستة ، وحرمان العلم بستة

واعلم أن للتعلم ست مراتب : أولها حسن السؤال : ثانيها حسن [ ص: 44 ] الإنصات والاستماع . ثالثها حسن الفهم . رابعها الحفظ ، خامسها التعليم سادسها وهي الثمرة العمل به ومراعاة حدوده .

وحرمان العلم يكون بستة أوجه :

( أحدها ) : ترك السؤال .

( الثاني ) : سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع .

( الثالث ) : سوء الفهم .

( الرابع ) : عدم الحفظ .

( الخامس ) : عدم نشره وتعليمه ، فمن خزن علمه ولم ينشره ابتلاه الله بنسيانه جزاء وفاقا .

( السادس ) : عدم العمل به ، فإن العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيه ، فإذا أهمل العمل به نسيه . قال بعض السلف : كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به . وقال بعضهم : العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ، فما استدر العلم واستجلب بمثل العمل به .

فإن قلت : قول الناظم ليصغ إن كان من صغى بمعنى مال بقلبه فهذا ظاهر وإن كان من أصغى بمعنى استمع فكيف يكون الاستماع بالقلب مع أن السمع والاستماع إنما يكون بالأذن ؟ والجواب أن الاستماع إلقاء السمع ، والإلقاء الذي هو قصد الاستماع إنما يكون بالقلب . وأيضا فبين الأذن والقلب تمام الارتباط ، فالعلم يدخل من الأذن إلى القلب ، فهي بابه والرسول الموصل إليه العلم ، كما أن اللسان رسوله المؤدي عنه .

ومن عرف ارتباط الجوارح بالقلب علم أن الأذن أحقها بالارتباط من جهة الإيصال إلى القلب به ، فجائز أن يقال للقلب استمع والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية