الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : إذا رأوا سوادا فظنوه عدوا فصلوا صلاة الخوف ، ثم بان لهم أنه غير شيء ، فلعلمائنا فيه روايتان : إحداهما : يعيدون ; وبه قال أبو حنيفة . والثانية : لا إعادة عليهم ، وهو أظهر قولي الشافعي . وجه الأول أنهم عملوا على اجتهادهم ، فجاز لهم كما لو أخطئوا القبلة . ووجه الثاني أنهم تبين لهم الخطأ ، فعادوا إلى الصواب كحكم الحاكم ، والمضاء على الصلاة ، وترك الإعادة أولى ; لأنهم فعلوا ما أمروا به ، واجتهدوا ولم يمكنهم أكثر من ذلك ، فلا إعادة عليهم لا في القبلة ولا في الخوف ولا في أمثاله . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قال الشافعي : إذا تابع الطعن والضرب فسدت الصلاة ; لأنها لا تكون حينئذ صلاة ، وإنما تكون محاربة . قلنا : يا حبذا الفرضان إذا اجتمعا ، وإذا كانت الحركة لعبا لم تنتظم مع الصلاة ، أما إذا كانت عبادة واجبة وتعينتا جميعا جمع بينهما فيصلي ويقاتل ; وعموم قوله صلى الله عليه وسلم : { ركبانا ، وعلى أقدامهم ، ومستقبلي القبلة وغير مستقبليها } يعطي جواز قليل ذلك وكثيره .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية