الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6636 حدثنا علي بن مسلم حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر عن أبيه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثاني : قوله : ( حدثنا علي بن مسلم ) هو الطوسي نزيل بغداد مات قبل البخاري بثلاث سنين ، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث بن سعيد وقد أدركه البخاري بالسن ومات قبل أن يرحل البخاري ، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مختلف فيه : قال ابن المديني صدوق ، وقال يحيى بن معين في حديثه عندي ضعف ، وقال الدارقطني خالف فيه البخاري الناس وليس بمتروك .

                                                                                                                                                                                                        قلت : عمدة البخاري فيه كلام شيخه علي ، وأما قول ابن معين فلم يفسره ولعله عنى حديثا معينا ، ومع ذلك فما أخرج له البخاري شيئا إلا وله فيه متابع أو شاهد ؛ فأما المتابع فأخرجه أحمد من طريق حيوة عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد المدني عن عبد [ ص: 449 ] الله بن دينار به وأتم منه ولفظه : " أفرى الفرى من ادعي إلى غير أبيه ، وأفرى الفرى من أرى عينه ما لم ير " وذكر ثالثة وسنده صحيح ، وأما شاهده فمضى في مناقب قريش من حديث واثلة بن الأسقع بلفظ : " إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم ير " وذكر فيه ثالثة غير الثالثة التي في حديث ابن معمر عند أحمد ، وقد تقدم بيان ذلك هناك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن من أفرى الفرى ) أفرى أفعل تفضيل أي أعظم الكذبات والفرى بكسر الفاء والقصر جمع فرية ، قال ابن بطال : الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها ، وقال الطيبي : فأرى الرجل عينيه وصفهما بما ليس فيهما " قال : ونسبة الكذبات إلى الكذب للمبالغة نحو قولهم ليل أليل " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن يري ) بضم أوله وكسر الراء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عينه ما لم تر ) كذا فيه بحذف الفاعل وإفراد العين ، ووقع في بعض النسخ " ما لم يريا " بالتثنية ، ومعنى نسبة الرؤيا إلى عينيه مع أنهما لم يريا شيئا أنه أخبر عنهما بالرؤية وهو كاذب ، وقد تقدم بيان كون هذا الكذب أعظم الأكاذيب في شرح الحديث الذي قبله .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية