الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1043 حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وسلمة بن شبيب قال سلمة حدثنا وقال الدارمي أخبرنا مروان وهو ابن محمد الدمشقي حدثنا سعيد وهو ابن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني قال حدثني الحبيب الأمين أما هو فحبيب إلي وأما هو عندي فأمين عوف بن مالك الأشجعي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله قال فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أبي إدريس الخولاني عن أبي مسلم الخولاني ) اسم أبي إدريس ( عابد الله بن عبد الله ) واسم أبي مسلم : عبد الله بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة ، ويقال : ( ابن ثواب ) بفتح الثاء وتخفيف الواو ، ويقال : ( ابن أثوب ) ويقال : ( ابن عبد الله ) ، ويقال ( ابن عوف ) ، ويقال : ( ابن مسلم ) ، ويقال : اسمه يعقوب بن عوف ، وهو مشهور بالزهد والكرامات الظاهرة والمحاسن الباهرة ، أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وألقاه الأسود العنسي في النار فلم يحترق ، فتركه فجاء مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق ، فجاء إلى المدينة فلقي أبا بكر الصديق وعمر وغيرهما من كبار الصحابة رضي الله عنهم . هذا هو الصواب المعروف ، ولا خلاف فيه بين العلماء . وأما قول السمعاني في الأنساب : إنه أسلم في زمن معاوية ، فغلط باتفاق أهل العلم من المحدثين وأصحاب التواريخ والمغازي والسير وغيرهم . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه ) فيه : التمسك بالعموم ، لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه : الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية