الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              4257 حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا عبدة بن سليمان عن موسى بن المسيب الثقفي عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى يقول يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت فسلوني المغفرة فأغفر لكم ومن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرت له وكلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فكانوا على قلب أتقى عبد من عبادي لم يزد في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا فكانوا على قلب أشقى عبد من عبادي لم ينقص من ملكي جناح بعوضة ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل سائل منهم ما بلغت أمنيته ما نقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيها إبرة ثم نزعها ذلك بأني جواد ماجد عطائي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( وكلكم ضال ) أي : عار من الهداية [ ص: 565 ] ليس له هداية من ذاته ، بل هي من عناية ربه ولطفه ، وهذا لا ينافي حديث كل مولود يولد على الفطرة بمعنى أنه يولد خاليا عن دواعي الضلالة وفيه أن العبد محتاج إلى الله تعالى في كل شيء وأن أحدا لا يغني أحدا شيئا من دونه فحقه أن يتبتل إليه بشراشره قوله : ( بأني جواد ) بيان لسبب ما تقدم وذلك لأنه إذا كان عطاؤه الكلام فلا يتصور في خزائنه النقصان .




                                                                              الخدمات العلمية