الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4703 حدثنا عبد الله القعنبي عن مالك عن زيد بن أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم قال قرأ القعنبي الآية فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية قال حدثني عمر بن جعثم القرشي قال حدثني زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال كنت عند عمر بن الخطاب بهذا الحديث وحديث مالك أتم [ ص: 368 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 368 ] ( عن زيد بن أبي أنيسة ) : بالتصغير ( سئل عن هذه الآية ) : أي عن كيفية أخذ الله ذرية بني آدم من ظهورهم المذكور في الآية ( وإذ أخذ ) : أي أخرج ( من بني آدم من ظهورهم ) : قيل إنه بدل البعض وقيل إنه بدل الاشتمال ( قال قرأ القعنبي الآية ) : أي بتمامها . والقعنبي هو عبد الله شيخ أبي داود ( ثم مسح ظهره ) : أي ظهر آدم ( ففيم العمل ) : أي إذا كان كما ذكرت يا رسول الله من سبق القدر ففي أي شيء يفيد العمل ، أو بأي شيء يتعلق العمل ، أو فلأي شيء أمرنا بالعمل ( استعمله بعمل أهل الجنة ) : أي جعله عاملا به ووفقه للعمل ( حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ) : إشارة إلى أن المدار على عمل مقارن بالموت .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي ، وقال الترمذي هذا حديث حسن .

                                                                      ومسلم بن يسار لم يسمع من عمرو . قال ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا . وقال أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني لم يسمع مسلم بن يسار هذا من عمر رواه عن نعيم عن عمرو . قال ابن الحذاء وقال أهل العلم بالحديث إن مسلم بن يسار لم يسمعه من عمر بن الخطاب إنما يرويه عن نعيم بن ربيعة عن عمر يشيرون إلى الحديث الذي بعده . وقال ابن أبي خيثمة قرأت على ابن معين حديث مالك هذا عن زيد بن [ ص: 369 ] أبي أنيسة فكتب بيده على مسلم بن يسار لا يعرف وقال أبو عمر النمري هذا حديث منقطع بهذا الإسناد ، لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب وبينهما في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ، وهذا أيضا مع الإسناد لا تقوم به حجة ، ومسلم بن يسار هذا مجهول . قيل إنه مدني وليس بمسلم بن يسار البصري وقال أيضا وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم ، لأن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعا غير معروفين بحمل العلم ، ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره انتهى كلام المنذري .

                                                                      ( حدثني عمر بن جعثم ) : بضم الجيم وسكون المهملة وضم المثلثة كذا ضبطه الحافظ في التقريب ، وفي بعض النسخ عمر بن جعفر وهو غلط وليس في التقريب ولا في الخلاصة ذكر عمر بن جعفر ( وحديث مالك ) : أي الذي قبله ( أتم ) : أي من حديث عمر بن جعثم .




                                                                      الخدمات العلمية