الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2152 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو صخر قال حدثني نافع أن ابن عمر جاءه رجل فقال إن فلانا يقرأ عليك السلام فقال له إنه بلغني أنه قد أحدث فإن كان قد أحدث فلا تقرئه مني السلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الأمة أو في أمتي الشك منه خسف أو مسخ أو قذف في أهل القدر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وأبو صخر اسمه حميد بن زياد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا حيوة ) بفتح الحاء المهملة وسكون التحتانية وفتح الواو ( بن شريح ) مصغرا ابن صفوان التجيبي أبو زرعة المضري ثقة ثبت فقيه زاهد من السابعة ( أخبرني أبو صخر ) اسمه : حميد بن زياد بن أبي المخارق الخراط صاحب العباء مدني سكن مصر ، ويقال هو حميد بن صخر أبو مردود الخراط وقيل : إنهما اثنان ، صدوق يهم من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( إن فلانا يقرئ عليك السلام ) ضبط في النسخة الأحمدية بضم الياء التحتانية وكسر الراء ، وقال في القاموس قرأ عليه السلام أبلغه كأقرأه ولا يقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا ( فقال ) أي ابن عمر ( إنه ) أي الشأن وتفسيره الخبر وهو قوله : ( بلغني أنه قد أحدث ) أي ابتدع في الدين ما ليس منه من التكذيب بالقدر ( فإن كان قد أحدث ) أي ما ذكر ( فلا تقرئه مني السلام ) كناية عن عدم قبول سلامه ، كذا قاله الطيبي ، قال القاري : والأظهر أن مراده أن لا تبلغه مني السلام أو رده فإنه ببدعته لا يستحق جواب السلام ولو كان من أهل الإسلام ( في هذه الأمة أو في أمتي ) يحتمل الدعوة والإجابة ( الشك منه ) الظاهر أن قائله الترمذي والضمير المجرور يرجع إلى شيخه محمد بن بشار ويحتمل غير ذلك والله تعالى أعلم ( خسف ) قال في القاموس خسف المكان يخسف خسوفا ذهب في الأرض ( أو مسخ ) أي تغيير في الصورة ( أو قذف ) أي رمي بالحجارة كقوم لوط ، قال ميرك شاه : الظاهر أنه شك من الراوي ، وقال الطيبي : يحتمل التنويع أيضا .

                                                                                                          [ ص: 307 ] قلت : الظاهر عندي أن أو هاهنا للتنويع والله تعالى أعلم ( في أهل القدر ) بدل بعض من قوله في أمتي بإعادة الجار .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أبو داود وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية