الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2271 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن شعبة عن قتادة أنه سمع أنسا يحدث عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال وفي الباب عن أبي هريرة وأبي رزين العقيلي وأبي سعيد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك وابن عمر وأنس قال وحديث عبادة حديث صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) قال الجزري في النهاية : إنما خص هذا العدد لأن عمر النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر الروايات الصحيحة كان ثلاثا وستين سنة ، وكانت مدة نبوته منه ثلاثا وعشرين سنة لأنه بعث عند استيفاء الأربعين وكان في أول الأمر يرى الوحي في المنام ، ودام كذلك نصف سنة ، ثم رأى الملك في اليقظة فإذا نسبت مدة الوحي في النوم وهي نصف سنة إلى مدة نبوته وهي ثلاث وعشرون سنة كانت نصف جزء من ثلاثة وعشرين جزءا وذلك جزء واحد من ستة وأربعين جزءا ، وقد تعاضدت الروايات في أحاديث الرؤيا بهذا العدد وجاء في بعضها جزء من خمسة وأربعين جزءا ووجه ذلك أن عمره صلى الله عليه وسلم لم يكن قد استكمل ثلاثا وستين ، ومات في أثناء السنة الثالثة والستين ، ونسبة نصف السنة إلى اثنتين وعشرين سنة وبعض الأخرى نسبة جزء من خمسة وأربعين جزءا وفي بعض الروايات جزء من أربعين ، ويكون محمولا على من روي أن عمره كان ستين سنة ، فيكون نسبة نصف سنة إلى عشرين سنة كنسبة جزء إلى أربعين ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي رزين العقيلي وأنس وأبي سعد وعبد الله بن عمرو وعوف بن مالك وابن عمر ) أما حديث أبي هريرة فلعله أشار إلى حديث آخر له غير حديث الباب المذكور ، وأما حديث أبي رزين العقيلي فأخرجه الترمذي في باب تعبير الرؤيا ، وأما حديث أنس فأخرجه الشيخان ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البخاري ، وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه أحمد والطبري وفيه : جزء من تسعة وأربعين كما في الفتح ، وأما حديث عوف بن مالك فلينظر من أخرجه وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم بلفظ : الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة

                                                                                                          قوله : ( حديث عبادة حديث صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية