الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3035 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا سعيد بن عبيد الهنائي حدثنا عبد الله بن شقيق حدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم هي العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فتكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس وجابر وأبي عياش الزرقي وابن عمر وحذيفة وأبي بكرة وسهل بن أبي حثمة وأبو عياش الزرقي اسمه زيد بن صامت

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سعيد بن عبيد الهنائي ) بضم الهاء وتخفيف النون ، البصري لا بأس به من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( نزل بين ضجنان ) بالضاد المعجمة والجيم والنون . قال في النهاية هو موضع أو جبل بين مكة والمدينة ( وعسفان ) كعثمان موضع على مرحلتين من مكة كذا في القاموس . وقال في النهاية : هي قرية جامعة بين مكة والمدينة ( فقال المشركون ) أي بعضهم لبعض ( إن لهؤلاء ) أي للمسلمين ( وهي العصر ) لما وقع في تأكيد المحافظة على مراعاتها في قوله تعالى : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ( فأجمعوا ) بفتح الهمزة وكسر الميم ( أمركم ) أي أمر القتال ، والمعنى فاعزموا عليه ( فميلوا عليهم ميلة واحدة ) أي فاحملوا عليهم حملة واحدة ( وأن جبريل أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) قال الطيبي : حال من قوله فقال المشركون على نحو جاء زيد والشمس طالعة ، ( فأمره أن يقسم أصحابه شطرين ) أي نصفين وفي رواية النسائي نصفين ( فيصلي ) بالنصب ( بهم ) وفي رواية النسائي فيصلي بطائفة منهم ( وتقوم ) بالنصب ( طائفة أخرى وراءهم ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ) وفي رواية النسائي : وطائفة مقبلون على عدوهم قد أخذوا حذرهم وأسلحتهم . قال [ ص: 313 ] الطيبي : أي ما فيه الحذر ، وفي الكشاف : جعل الحذر وهو التحرز والتيقظ آلة يستعملها الغازي فلذلك جمع بينه وبين الأسلحة في الأخذ دلالة على التيقظ التام والحذر الكامل ومن ثم قدمه على أخذ الأسلحة ( ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ) وفي رواية النسائي ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم أولئك فيصلي بهم ركعة ( ثم يأخذ هؤلاء ) أي الطائفة الأولى ( فتكون لهم ركعة ركعة ) أي معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتصلي كل طائفة منهما ركعة أخرى لأنفسهم لتكون لكل منهما ركعتان ، وقال قوم : هو محمول على ظاهره وعدوه من خصائص صلاة الخوف .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه النسائي .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت إلخ ) تقدم تخريج أحاديث هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم في باب صلاة الخوف .




                                                                                                          الخدمات العلمية