الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد أبو الحسن الزاهد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويعرف بالحمال ، روى الحديث عن الحسن بن عرفة ، وكان يضرب بزهده المثل ، وكانت له كرامات كثيرة ، ومنزلة كبيرة عند الناس ، وكان لا يقبل من السلطان شيئا ، وقد أنكر يوما على ابن طولون شيئا من المنكرات ، وأمره بالمعروف ، فأمر به فألقي بين يدي الأسد ، فكان الأسد يشمه ويحجم عنه ، فرفع من بين يديه ، وعظمه الناس جدا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد سأله بعض الناس : كيف كان حالك وأنت بين يدي الأسد ؟ فقال : لم يكن علي بأس ، قد كنت أفكر في سؤر السباع ، أهو طاهر أم نجس ؟

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قالوا : وجاءه رجل فقال له : إن لي على رجل مائة دينار ، وقد ذهبت [ ص: 34 ] الوثيقة ، وأنا أخشى أن ينكر الرجل ، فأسألك الدعاء . فقال له : إني رجل قد كبرت ، وأنا أحب الحلواء ، فاذهب فاشتر لي منها رطلا ، وأتني به حتى أدعو لك . فذهب الرجل فاشترى ، ثم جاء ففتح الورقة التي فيها الحلواء ، فإذا هي حجته بالمائة دينار ، فقال له الشيخ : أهذه حجتك ؟ قال : نعم . قال : خذها وخذ الحلواء فأطعمها صبيانك . ولما توفي خرج أهل مصر في جنازته تعظيما لشأنه وإكراما له .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومحمد بن خريم ، ومحمد بن عقيل البلخي . وأبو بكر بن أبي داود السجستاني الحافظ ابن الحافظ ، رحمهما الله . وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني ، صاحب " الصحيح " المخرج على " صحيح مسلم " وقد كان من الحفاظ المكثرين ، والأئمة المشهورين . ونصر الحاجب للخليفة المقتدر ، كان من خيار الأمراء ، دينا عاقلا ، أنفق من ماله في حرب القرامطة مائة ألف دينار ، وخرج بنفسه محتسبا ، فمات في أثناء الطريق في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية