الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم ، أبو سعيد بن الأعرابي البصري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سكن مكة وصار شيخ الحرم ، وصحب الجنيد بن محمد والنوري وغيرهما ، وأسند الحديث وصنف كتبا للصوفية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح ، أبو علي الصفار النحوي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحد المحدثين ، لقي المبرد واشتهر بصحبته ، وكان مولده في سنة سبع وأربعين [ ص: 214 ] ومائتين ، وسمع الحسن بن عرفة وعباسا الدوري وغيرهما ، وروى عنه جماعة ، منهم والدارقطني .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال : صام أربعة وثمانين رمضانا ، وقد كانت وفاته في هذه السنة عن أربع وتسعين سنة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إسماعيل بن القائم بن المهدي ، الملقب بالمنصور العبيدي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الذي يزعم أنه فاطمي ، صاحب بلاد المغرب ، وهو والد المعز باني القاهرة وهو باني المنصورية بالمغرب .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان شجاعا فصيحا بليغا ، قال أبو جعفر المروروذي : خرجت معه لما كسر أبا يزيد الخارجي ، فبينما أنا أسير معه إذ سقط رمحه ، فنزلت فناولته إياه ، وذهبت أفاكهه بقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال : هلا قلت كما قال الله تعالى : فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين [ الأعراف : 119 ] قال : فقلت له : أنت ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت كما علمت ، وأنا قلت بما بلغ إليه علمي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان : وهذا كما جرى لعبد الملك بن مروان حين أمر الحجاج [ ص: 215 ] أن يبني بابا ببيت المقدس ويكتب عليه اسمه ، فبنى له بابا ، وبنى لنفسه بابا آخر ، فوقعت صاعقة على باب عبد الملك فأحرقته ، فكتب إليه الحجاج من العراق يسليه عما أهمه من ذلك ; يقول : يا أمير المؤمنين ، ما أنا وأنت إلا كما قال الله تعالى : واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر [ المائدة : 27 ] قال : فسري عن الخليفة . كانت وفاة المنصور هذا في هذه السنة لما أصابه برد شديد فمات به .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية