الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من المشاهير والأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي الأسعد ابن مماتي : أبو المكارم أسعد بن الخطير أبي سعيد مهذب بن مينا بن زكريا بن أبي قدامة بن أبي مليح مماتي المصري ، الكاتب الشاعر ، أسلم في الدولة الصلاحية ، وتولى نظر الدواوين بمصر مدة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن خلكان : له فضائل عديدة ، ومصنفات كثيرة ، ونظم سيرة صلاح الدين ، وكتاب " كليلة ودمنة " ، وله ديوان شعر ، ولما تولى الوزير ابن شكر هرب منه إلى حلب فمات بها ، وله ثنتان وستون سنة ، فمن شعره في ثقيل رآه بدمشق :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حكى نهرين وما في الأر ض من يحكيهما أبدا     حكى في خلقه ثورى
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي أخلاقه بردى

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام اللمغاني ، أحد الأعيان من الحنفية ببغداد ، سمع الحديث ، ودرس بجامع [ ص: 7 ] السلطان ، وكان معتزليا في الأصول ، بارعا في الفروع ، اشتغل على أبيه وعمه ، وأتقن الخلاف وعلم المناظرة ، وقارب التسعين ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين ، المعروف بابن الخراساني المحدث الناسخ ، كتب كثيرا من الحديث ، وجمع خطبا له ولغيره ، وخطه جيد مشهور ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو المواهب معتوق بن منيع بن مواهب ، الخطيب البغدادي ، قرأ النحو واللغة على ابن الخشاب ، وجمع خطبا كان يخطب منها ، وكان شيخا فاضلا أديبا ، له ديوان شعر ، فمنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولا ترجو الصداقة من عدو     يعادي نفسه سرا وجهرا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلو أجدت مودته انتفاعا     لكان النفع منه إليه أجرا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن خروف شارح كتاب سيبويه : علي بن محمد بن يوسف أبو الحسن بن خروف الأندلسي النحوي ، شرح " سيبويه " ، وقدمه إلى صاحب المغرب ، فأعطاه ألف دينار ، وشرح جمل الزجاجي ، وكان يتنقل في البلاد ، ولا [ ص: 8 ] يسكن إلا في الخانات ، ولم يتزوج ولا تسرى ، وقد تغير عقله في آخر عمره ، فكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس توفي عن خمس وثمانين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز الواسطي البغدادي اشتغل بالنظامية على ابن فضلان ، وأعاد عنده ، وسافر إلى محمد بن يحيى ، فأخذ عنه طريقته في الخلاف ، ثم عاد إلى بغداد ، ثم صار مدرسا بالنظامية ، وناظرا في أوقافها ، وقد سمع الحديث ، وكان لديه علوم كثيرة ، ومعرفة حسنة بالمذهب ، وله تفسير في أربع مجلدات كان يدرس منه ، واختصر تاريخ الخطيب والذيل عليه لابن السمعاني ، وقارب الثمانين . رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ابن الأثير صاحب جامع الأصول والنهاية :
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد ، مجد الدين أبو السعادات الشيباني الجزري الشافعي المعروف بابن الأثير ، وهو أخو الوزير الأفضل ضياء الدين نصر الله ، وأخو الحافظ عز الدين أبي الحسن علي صاحب الكامل في [ ص: 9 ] التاريخ . ولد أبو السعادات المبارك في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، وسمع الحديث الكثير ، وقرأ القرآن الكريم ، وأتقن علومه وحرز علوما جمة ، وكان مقامه بالموصل ، وقد جمع في سائر العلوم كتبا مفيدة ، منها جامع الأصول الستة; الموطأ والصحيحان وسنن أبي داود والنسائي والترمذي ، ولم يذكر ابن ماجه فيه ، وله كتاب النهاية في غريب الحديث ، وله شرح مسند الشافعي ، والتفسير في أربع مجلدات ، وغير ذلك في فنون شتى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكان ، رحمه الله ، معظما عند ملوك الموصل ، فلما آل الملك إلى نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي ، أرسل إليه مملوكه لؤلؤا يعرض عليه أن يستوزره فأبى ، فركب السلطان إليه فامتنع أيضا ، وقال له : قد كبرت سني ، واشتهرت بنشر العلم ، ولا يصلح هذا الأمر إلا بشيء من العسف والظلم ، ولا يليق بي ذلك . فأعفاه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو السعادات : كنت أقرأ علم العربية على سعيد بن الدهان ، وكان يأمرني بصنعة الشعر ، فكنت لا أقدر عليه ، فلما توفي الشيخ رأيته في بعض الليالي ، فأمرني بذلك ، فقلت : ضع لي مثالا أعمل عليه . فقال :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      جب الفلا مدمنا إن فاتك الظفر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقلت أنا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وخد خد الثرى والليل معتكر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 10 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فالعز في صهوات الخيل مركبه     والمجد ينتجه الإسراء والسهر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال : أحسنت . ثم استيقظت ، فأتممت عليها نحوا من عشرين بيتا . كانت وفاته في سلخ ذي الحجة عن ثنتين وستين سنة رحمه الله . وقد ترجمه أخوه في الكامل ، فقال : كان عالما في عدة علوم; منها الفقه وعلم الأصول والنحو والحديث واللغة ، وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والفقه والحساب وغريب الحديث ، وله رسائل مدونة ، وكان مفلقا يضرب به المثل ، ذا دين متين ولزوم طريق مستقيم ، رحمه الله ورضي عنه ، فلقد كان من محاسن الزمان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الأثير : وفيها توفي :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      المجد المطرزي النحوي الخوارزمي ، كان إماما في النحو ، له فيه تصانيف حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو شامة : وفيها توفي الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل ، ودفن بتربة أخيه المعظم بسفح قاسيون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والملك المؤيد مسعود بن صلاح الدين بمدينة رأس العين ، فحمل إلى [ ص: 11 ] حلب فدفن بها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها توفي الفخر الرازي المتكلم ، صاحب التفسير والتصانيف : محمد بن عمر بن الحسين بن علي القرشي التيمي البكري الإمام ، أبو عبد الله وأبو المعالي ، المعروف بالفخر الرازي ، ويقال له : ابن خطيب الري الفقيه الشافعي أحد المشاهير بالتصانيف الكبار والصغار نحو من مائتي مصنف; منها " التفسير الحافل " ، و " المطالب العالية " ، و " المباحث المشرقية " ، و " الأربعين " ، و " شرح الإشارات " ، وغيرها في علم الكلام ومذاهب الأوائل وأقوال الناس ، وله في أصول الفقه " المحصول " وغيره ، وصنف ترجمة الشافعي في مجلد مفيد ، وفيه غرائب ، وينسب إليه أشياء عجيبة ، وقد استقصيت ترجمته في " طبقات الشافعية " ، وقد كان معظما عند ملوك الخوارزمية وغيرهم ، وبنيت له مدارس كثيرة في بلدان شتى ، وملك من الذهب العين ثمانين ألف دينار ، وغير ذلك من الأمتعة والمراكب والأثاث والملابس ، وكان له خمسون مملوكا من الترك ، وقد كان يعقد مجلس الوعظ فيحضر عنده الملوك والوزراء والعلماء والأمراء والفقراء والعامة والغوغاء ، وكانت له عبادات وأوراد ، وقد وقع بينه وبين الكرامية في أوقات شتى ، فكان يبغضهم ويبغضونه ويبالغ في ذمهم ويبالغون في الحط عليه ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك فيما تقدم ، وكان مع غزارة [ ص: 12 ] علمه في فن الكلام يقول : من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز . وقد ذكرت وصيته عند موته ، وأنه رجع فيها إلى طريقة السلف ، وتسليم ما ورد على الوجه المراد اللائق بجلال الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في الذيل في ترجمته : كان يعظ وينال من الكرامية ، وينالون منه سبا وتكفيرا ، وقيل : إنهم وضعوا عليه من سقاه السم فمات ففرحوا بموته ، وكانوا يرمونه بالكبائر . قال : وكانت وفاته في ذي الحجة ، ولا كلام في فضله ، وإنما الشناعات عليه قائمة بأشياء منها; قال محمد التازي - يعني العربي ، يريد به النبي صلى الله عليه وسلم يعني العربي ، وقال محمد الرازي - يعني نفسه ، ومنها أنه كان يقرر الشبهة من جهة الخصوم بعبارات كثيرة ، ويجيب عن ذلك بأدنى إشارة . قال : وبلغني أنه خلف من الذهب العين ثمانين ألف دينار غير ما كان يملكه من الدواب والثياب والعقار والآلات ، وخلف ولدين ، أخذ كل واحد منهما أربعين ألف دينار . وكان ابنه الأكبر قد تجند في حياته وخدم السلطان محمد بن تكش .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن الأثير في " الكامل " : وفيها توفي فخر الدين أبو الفضل محمد بن عمر بن خطيب الري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف المشهورة في [ ص: 13 ] الفقه والأصولين وغيره ، وكان إمام الدنيا في عصره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وبلغني أن مولده سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومن شعره قوله :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إليك إله الخلق وجهي ووجهتي     وأنت الذي أدعوك في السر والجهر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأنت غياثي عند كل ملمة     وأنت معاذي في حياتي وفي قبري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وروى ذلك ابن الساعي عن ياقوت الحموي ، عن ابن لفخر الدين عنه ، وبه قال : أنشدنا :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تتمة أبواب السعادة للخلق     بذكر جلال الواحد الأحد الحق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مدبر كل الممكنات بأسرها     ومبدعها بالعدل والقصد والصدق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أجل جلال الله عن شبه خلقه     وأنصر هذا الدين في الغرب والشرق
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إله عظيم الفضل والعدل والعلا     هو المرشد المغوي هو المسعد المشقي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ومما كان ينشده في بعض مصنفاته :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      نهاية إقدام العقول عقال     وأكثر سعي العالمين ضلال
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وأرواحنا في وحشة من جسومنا     وحاصل دنيانا أذى ووبال
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا     سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم يقول : لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فلم أجدها [ ص: 14 ] تروي غليلا ولا تشفي عليلا ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، أقرأ في الإثبات الرحمن على العرش استوى [ طه : 5 ] إليه يصعد الكلم الطيب " فاطر : 10 " وفي النفي : ليس كمثله شيء " الشورى : 11 " هل تعلم له سميا " مريم : 65 " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية