الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس

عطف على جملة وما منعنا أن نرسل بالآيات وما بينهما معترضات .

والرؤيا أشهر استعمالها في رؤيا النوم ، وتستعمل في رؤية العين كما نقل عن ابن عباس في هذه الآية ، قال : هي رؤيا عين أريها النبيء صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس ، رواه الترمذي وقال : إنه قول عائشة ، ومعاوية وسبعة من التابعين ، سماهم الترمذي ، وتأولها جماعة أنها ما رآه ليلة أسري به إذ رأى بيت المقدس ، وجعل يصفه للمشركين ، ورأى عيرهم واردة في مكان معين من الطريق ، ووصف لهم حال رجال فيها فكان كما وصف ، ويؤيد هذا الوجه قوله التي أريناك فإنه وصف للرؤيا ; ليعلم أنها رؤية عين ، وقيل : رأى أنه يدخل مكة في سنة الحديبية ، فرده المشركون فلم يدخلها فافتتن بعض من أسلموا فلما كان العام المقبل دخلها .

وقيل : هي رؤيا مصارع صناديد قريش في بدر أريها النبيء صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أي بمكة ، وعلى هذين القولين فهي رؤيا نوم ، ورؤيا الأنبياء وحي .

[ ص: 147 ] والفتنة : اضطراب الرأي واختلال نظام العيش ، وتطلق على العذاب المكرر الذي لا يطاق ، قال تعالى إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ، وقال يوم هم على النار يفتنون ، فيكون المعنى على أول القولين في الرؤيا أنها المرئي وهو عذابهم بالسيف فتنة لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية