الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          4 - التثليث عند الفرس وغيرهم من أهل آسية :

                          قال هيجين ( في ص 162 من كتابه الأنكلوسكسون ) : " كان الفرس يدعون متروسا : الكلمة والوسيط ومخلص الفرس اهـ . " وقال مثل هذا دونلاب وبنصون ، وقال دوان في كتابه الذي ذكر غير مرة : كان الفرس يعبدون إلها مثلث الأقانيم مثل الهنود ، ويسمونها : أوزمرد ومترات وأهرمن ، فأوزمرد الخلاق ، ومترات ابن الله المخلص والوسيط ، وأهرمن الملك . أقول : وقد بينت آنفا أصل هذا الاعتقاد وكيف سرى إليه الفساد . والمشهور [ ص: 76 ] عن مجوس الفرس التثنية دون التثليث ، فكانوا يقولون بإله مصدر النور والخير ، وإله مصدر الظلمة والشر .

                          ونقل عن الكلدانيين والأشوريين والفينيقيين الإيمان بالكلمة على أنها ذات تعبد ، ويسميها الكلدانيون ( ممرار ) والأشوريون ( مردوخ ) ويدعون مردوخ ابن الله البكر ، وهكذا الأمم يأخذ بعضها عن بعض ، وقد قال برتشرد ( في ص 285 من كتابه : خرافات المصريين الوثنيين ) : " لا يخلو شيء من الأبحاث الدينية المأخوذة عن مصادر شرقية من ذكر أحد أنواع التثليث أو التولد الثلاثي . ونقول : إن أديان أسلافه الغربيين كذلك ، فإن لم تكن أعرق في الوثنية ، فهم تلاميذ الشرقيين فيها ، ولا سيما المصريين منهم ، ولكنهم هم الذين شوهوا الديانة المسيحية الشرقية ، فنقلوها من التوحيد الإسرائيلي إلى التثليث الوثني .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية