الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 486 ] ( 397 ) باب الرخصة في الصلاة ماشيا عند طلب العدو " .

              982 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث ، نا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ، وبلغه أنه يجمع له ، وكان بين عرنة وعرفات قال لي : " اذهب فاقتله " قال : قلت : يا رسول الله ، صفه لي قال : " إذا رأيته أخذتك قشعريرة ، لا عليك أن لا أصف لك منه غير هذا " قال وكان رجلا أرب وأشعر قال : انطلقت حتى إذا دنوت منه حضرت الصلاة ، صلاة العصر قال : قلت إني لأخاف أن يكون بيني ما أن أؤخر الصلاة ، فصليت وأنا أمشي أومئ إيماء نحوه ، ثم انتهيت إليه ، فوالله ما عدا أن رأيته اقشعررت ، وإذا هو في ظعن له - أي في نسائه - فمشيت معه ، فقال : من أنت ؟ قلت : رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك ، فقال : إني لفي ذاك قال : قلت في نفسي : ستعلم قال : فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد ، ثم قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته الخبر ، فأعطاني مخصرا – يقول عصا - فخرجت به من عنده ، فقال لي أصحابي : ما هذا الذي أعطاكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قلت : مخصرا قالوا : وما تصنع به ، ألا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعطاك هذا ، وما تصنع به ؟ عد إليه ، فاسأله قال : فعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، المخصر أعطيتنيه لماذا ؟ قال : " إنه بيني وبينك يوم القيامة ، وأقل الناس يومئذ المختصرون " قال : فعلقها في سيفه ، لا يفارقه ، فلم يفارقه ما كان حيا ، [ ص: 487 ] فلما حضرته الوفاة أمرنا أن تدفن معه قال : فجعلت والله في كفنه

              التالي السابق


              الخدمات العلمية