الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 46 ] قال : ( ويستحب أن يحد الذابح شفرته ) لقوله عليه الصلاة والسلام : { إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته }ويكره أن يضجعها ثم يحد الشفرة .

                                                                                                        لما روي { عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رأى رجلا أضجع شاة وهو يحد [ ص: 47 ] شفرته فقال : لقد أردت أن تميتها موتات هلا حددتها قبل أن تضجعها }.

                                                                                                        [ ص: 46 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 46 ] الحديث العاشر : قال عليه السلام : { إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته }; قلت : أخرجه الجماعة إلا البخاري عن شراحيل بن آدة عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته }انتهى .

                                                                                                        أخرجوه في " الذبائح " إلا الترمذي فإنه أخرجه في " القصاص " .

                                                                                                        الحديث الحادي عشر : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا أضجع شاة ، وهو يحد شفرته ، فقال : لقد أردت أن تميتها موتات ، هلا حددتها قبل أن تضجعها }; قلت : أخرجه الحاكم في " المستدرك في الضحايا " عن حماد بن زيد عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس ، { أن رجلا أضجع شاة يريد أن يذبحها ، وهو يحد شفرته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتريد أن تميتها موتات هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها }انتهى . وقال : حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه ، وأعاده في " الذبائح " ، وقال : على شرط الشيخين ; ورواه الطبراني في " معجمه " عن عبد الرحمن بن سليمان عن عاصم الأحول به ، ورواه عبد الرزاق في " مصنفه في الحج " حدثنا معمر عن عاصم عن عكرمة { أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا أضجع شاة } ، الحديث مرسل .

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه ابن ماجه في " سننه " عن ابن لهيعة عن قرة بن حيويل عن [ ص: 47 ] الزهري عن سالم عن ابن عمر ، قال : { أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار ، وأن توارى عن البهائم ، وقال : إذا ذبح أحدكم فليجهز }انتهى .

                                                                                                        ورواه أحمد في " مسنده " عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري به ، وكذلك رواه الدارقطني في " سننه " ، والطبراني في " معجمه " ، وابن عدي في " الكامل " ، وأعله بابن لهيعة ، ومن جهة الدارقطني ، ذكره عبد الحق في " أحكامه " ، وقال : الصحيح في هذا عن الزهري مرسل ، والذي أسنده لا يحتج به انتهى .

                                                                                                        وفي " الموطإ " مالك عن هشام عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلا أحد شفرة ، وقد أخذ شاة ليذبحها ، فضربه عمر بن الخطاب بالدرة ، وقال : أتعذب الروح هلا فعلت هذا قبل أن تأخذها ؟ ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية