الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2294 (بسم الله الرحمن الرحيم)

                                                                                                                                                                                  (كتاب في اللقطة)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا كتاب في بيان أحكام اللقطة ، هكذا وقع للمستملي والنسفي : كتاب في اللقطة ، وكذا وقع في رواية ابن التين وابن بطال ، وتبعهما على ذلك صاحب التلويح ، وفي رواية الباقين : بسم الله الرحمن الرحيم ، باب إذا أخبر رب اللقطة بالعلامة دفع إليه على ما يجيء ، واللقطة بضم اللام وفتح القاف اسم للمال الملتقط ، قال بعض شراح كتب الحنفية : إن هذا اسم الفاعل للمبالغة ، وبسكون القاف اسم مفعول كالضحكة ومعنى المبالغة فيه لزيادة معنى اختص به ، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها ، فكأنها تأمره بالرفع; لأنها حاملة إليه فأسند إليها مجازا ، فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها ، ونظيره قولهم : ناقة حلوب [ ص: 264 ] ودابة ركوب ، وهو اسم فاعل سميت بذلك لأن من رآها يرغب في الحلب والركوب ، فنزلت كأنها أحلبت نفسها وأركبت نفسها ، قلت : فيه تعسف وليس كذلك ، بل اللقطة سواء كان بفتح القاف أو سكونها اسم موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط ، وليس هذا مثل الضحكة ، ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب; لأن هذه صفات تدل على الحدوث والتجدد غير أن الأول للمبالغة في وصف الفاعل أو المفعول ، والثاني والثالث بمعنى المفعول للمبالغة ، وقال ابن سيده : اللقطة واللقطة واللقاطة ما التقط ، وفي الجامع : اللقطة ما التقطه الإنسان فاحتاج إلى تعريفه ، وفي التلويح ، وقيل : اللقطة هو الرجل الذي يلتقط ، واسم الموجود لقطة ، وعن الأصمعي وابن الأعرابي والفراء : بفتح القاف اسم المال . وعن الخليل : هي بالفتح اسم الملتقط كسائر ما جاء على هذا الوزن يكون اسم الفاعل كهمزة ولمزة ، وبسكون القاف اسم المال الملقوط . قال الأزهري : هذا قياس اللغة ، ولكن كلام العرب في اللغة على غير القياس ، فإن الرواة أجمعوا على أن اللقطة يعني بالفتح اسم للشيء الملتقط ، والالتقاط العثور على الشيء من غير قصد وطلب ، وفي أدب الكتاب : تسكين القاف من لحن العامة ، ورد عليه بما ذكرنا عن الخليل ، وقال النووي : ويقال لها أيضا : لقاطة بالضم ، ولقط بفتح القاف واللام بلا هاء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية