الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثعل ]

                                                          ثعل : الثعل : السن الزائدة خلف الأسنان . والثعل والثعل والثعلول كله : زيادة سن أو دخول سن تحت أخرى في اختلاف من المنبت يركب بعضها بعضا . وقيل : نبات سن في أصل سن ; وأنشد ابن بري لراجز :


                                                          إذا أتت جارتها تستفلي تفتر عن مختلفات ثعل     شتى وأنف مثل أنف العجل

                                                          وأنشد لآخر :


                                                          وتضحك عن غر عذاب نقية     رقاق الثنايا لا قصار ولا ثعل

                                                          وثعلت سنه ثعلا ، وهو أثعل ، وتلك السن الزائدة يقال لها الراوول ، وامرأة ثعلاء ، وقد ثعل ثعلا ، وفي أسنانه ثعل : وهو تراكب بعضها على بعض ; قال :

                                                          لا حول في عينه ولا قبل [ ص: 21 ]     ولا شغا في فمه ولا ثعل
                                                          فهو نقي كالحسام قد صقل

                                                          ولثة ثعلاء : خرج بعضها على بعض فانتشرت وتراكبت ; وقوله :


                                                          فطارت بالجدود بنو نزار     فسدناهم وأثعلت مضر

                                                          معناه كثرت فصارت واحدة على واحدة مثل السن المتراكبة ، والمضار : جمع مضر . ويقال : أخبث الذئاب الأثعل ، وفي أسنانه شخص ، وهو اختلاف النبتة . وأثعل الضيفان : كثروا ، وهو من ذلك . وأثعل الأمر : عظم ، وكذلك الجيش ، قال القلاخ بن حزن :


                                                          وأدنى فروعا للسماء أعاليا     وأمنعه حوضا إذا الورد أثعلا
                                                          أخو الحرب لباسا إليها جلالها     وليس بولاج الخوالف أعقلا

                                                          وكتيبة ثعول : كثيرة الحشو والتباع . والثعل والثعل والثعل : زيادة في أطباء الناقة والبقرة والشاة ، وقيل : زيادة طبي على سائر الأطباء ، وقيل : خلف زائد صغير في أخلاف الناقة وضرع الشاة . وشاة ثعول : تحلب من ثلاثة أمكنة وأربعة للزيادة التي في الطبي ، وقيل : هي التي لها حلمة زائدة ، وقيل : هي التي فوق خلفها خلف صغير واسم ذلك الخلف الثعل . ويقال : ما أبين ثعل هذه الشاة ، والجمع ثعول ; قال ابن همام السلولي يهجو العلماء :


                                                          وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها     أفاويق حتى ما يدر لها ثعل

                                                          وإنما ذكر الثعل للمبالغة في الارتضاع ، والثعل لا يدر . وفي حديث موسى وشعيب : ليس فيها ضبوب ولا ثعول ; الثعول : الشاة التي لها زيادة حلمة ، وهي الثعل ، وهو عيب ، والضبوب : الضيقة مخرج اللبن . والأثعل : السيد الضخم له فضول معروف على المثل . وثعالة وثعل كلتاهما : الأنثى من الثعالب ، ويقال : لجمع الثعلب ثعالب ، وثعالي ، بالباء والياء ، وقوله :


                                                          لها أشارير من لحم تتمره     من الثعالي ووخز من أرانيها

                                                          أراد من الثعالب ومن أرانبها ; قال ابن جني : يحتمل عندي أن يكون الثعالي جمع ثعالة وهو الثعلب ; وأراد أن يقول الثعائل فقلب اضطرارا ، وقيل : أراد الثعالب والأرانب فلم يمكنه أن يقف الباء فأبدل منها حرفا يمكنه أن يقفه في موضع الجر وهو الياء ، وليس ذلك أنه حذف من الكلمة شيئا ثم عوض منها الياء ، وهذا أقيس ; لقوله أرانيها ، ولأن ثعالة اسم جنس ، وجمع أسماء الأجناس ضعيف . وأرض مثعلة - بالفتح - : كثيرة الثعالب كما قالوا : معقرة للأرض الكثيرة العقارب . والثعلب : الذكر والأنثى ثعلبة . ويقال لكل ثعلب إذا كان ذكرا : ثعالة كما ترى بغير صرف ، ولا يقال للأنثى ثعالة ، ويقال للأسد أسامة بغير صرف ، ولا يقال للأنثى أسامة . والثعلول : الرجل الغضبان ; وأنشد :


                                                          ليس بثعلول إذا سيل واجتدي     ولا برما يوما إذا الضيف أوهما

                                                          ويقال : أثعل القوم علينا إذا خالفوا . الأصمعي : ورد مثعل إذا ازدحم بعضه على بعض من كثرته . وثعالة : الكلأ اليابس ، معرفة . وفي حديث الاستسقاء : اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره ; المربد : موضع يجفف فيه التمر ، وثعلبه ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر . وبنو ثعل : بطن وليس بمعدول إذ لو كان معدولا لم يصرف ; وفي الصحاح : وثعل أبو حي من طيئ وهو ثعل بن عمرو أخو نبهان ; وهم الذين عناهم امرؤ القيس بقوله :


                                                          رب رام من بني ثعل     مخرج كفيه من ستره

                                                          و ثعل : موضع بنجد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية