الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثلج ]

                                                          ثلج : الثلج : الذي يسقط من السماء - معروف - . وفي حديث الدعاء : واغسل خطاي بماء الثلج والبرد ، إنما خصهما بالذكر تأكيدا للطهارة ومبالغة فيها ; لأنهما ماءان مفطوران على خلقتهما ، لم يستعملا ولم تنلهما الأيدي ولم تخضهما الأرجل ، كسائر المياه التي خالطت التراب ، وجرت في الأنهار وجمعت في الحياض ، فكانا أحق بكمال الطهارة . وقد أثلج يومنا . وأثلجوا : دخلوا في الثلج . وثلجوا : أصابهم الثلج . وأرض مثلوجة : أصابها ثلج . وماء مثلوج : مبرد بالثلج ; قال :


                                                          لو ذقت فاها بعد نوم المدلج والصبح لما هم بالتبلج     قلت جنى النحل بماء الحشرج
                                                          يخال مثلوجا وإن لم يثلج

                                                          وثلجت الأرض وأثلجت : أصابها الثلج . وثلجتنا السماء تثلج - بالضم - : كما يقال مطرتنا . وأثلج الحافر : بلغ الطين . وثلجت نفسي بالشيء ثلجا ، وثلجت تثلج وتثلج ثلوجا : اشتفت به ، واطمأنت إليه ، وقيل : عرفته وسرت به . الأصمعي : ثلجت نفسي - بكسر اللام - لغة فيه . ابن السكيت : ثلجت بما خبرتني أي : اشتفيت به ، وسكن قلبي إليه . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : حتى أتاه الثلج واليقين . يقال : ثلجت نفسي بالأمر ، إذا اطمأنت إليه ، وسكنت وثبت فيها ووثقت به ، ومنه حديث ابن ذي يزن : وثلج صدرك ; ومنه حديث الأحوص : أعطيك ما تثلج إليه . وثلج قلبه ، وثلج : تيقن . وثلج قلبه : بلد وذهب . ورجل مثلوج الفؤاد : بليد ; قال أبو خراش الهذلي :


                                                          ولم يك مثلوج الفؤاد مهيجا     أضاع الشباب في الربيلة والخفض

                                                          وقال كعب بن لؤي لأخيه عامر بن لؤي :


                                                          لئن كنت مثلوج الفؤاد لقد بدا     لجمع لؤي منك ذلة ذي غمض

                                                          ابن الأعرابي : ثلج قلبه إذا بلد . وثلج به إذا سر به وسكن إليه ; وأنشد :


                                                          فلو كنت مثلوج الفؤاد إذا بدت     بلاد الأعادي لا أمر ولا أحلي

                                                          أي لو كنت بليد الفؤاد ، كنت لا آتي بحلو ولا مر من الفعل . شمر : ثلج صدري لذلك الأمر أي : انشرح ونقع به ، يثلج ثلجا . وقد ثلجته إذا نقعته وبللته ; وقال عبيد :


                                                          في روضة ثلج الربيع قرارها     مولية لم يستطعها الرود

                                                          وماء ثلج : بارد . قال الفارسي : وهو كما قالوا بارد القلب ; وأنشد :


                                                          ولكن قلبا بين جنبيك بارد

                                                          والثلج : البلداء من الرجال . والثلج : فرخ العقاب . ابن الأعرابي : الثلج الفرحون بالأخبار . وثلج الرجل إذا برد قلبه عن شيء ، وإذا فرح أيضا : فقد ثلج . وحفر حتى أثلج أي : بلغ الطين . وحفر فأثلج إذا بلغ الثرى والنبط . ويقال : قد أثلج صدري خبر وارد ، أي : شفاني وسكنني فثلجت إليه . ونصل ثلاجي إذا اشتد بياضه . أبو عمرو : إذا انتهى الحافر إلى الطين في النهر قال : أثلجت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية