الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثول ]

                                                          ثول : الثول : جماعة النحل ، يقال لها : الثول والدبر ، ولا واحد لشيء من هذا من لفظه ، وكذلك الخشرم . وتثولت النحل : اجتمعت والتفت . والثوالة : الكثير من الجراد ، اسم كالجمالة والجبانة . وقولهم : ثويلة من الناس أي : جماعة جاءت من جملة متفرقة وصبيان ومال . الليث : الثول الذكر من النحل ، والثوالة الجماعة من الناس والجراد . وتثول عليه القوم وانثالوا : علوه بالشتم [ ص: 56 ] والضرب والقهر . وانثال عليه القول : تتابع وكثر فلم يدر بأيه يبدأ . وانثال عليه التراب أي : انصب ، يقال : انثال عليه الناس من كل وجه أي : انصبوا . وفي حديث عبد الرحمن بن عوف : انثال عليه الناس أي : اجتمعوا وانصبوا من كل وجه ، وهو مطاوع ثال يثول ثولا إذا صب ما في الإناء . والثول : الجماعة والثول : شجر الحمض . والثويلة : مجتمع العشب ; عن ثعلب . ابن الأعرابي : الثول النحل ، والثول الجنون ، والأثول المجنون ، والأثول الأحمق . يقال : ثال فلان يثول ثولا إذا بدا فيه الجنون ولم يستحكم ، فإذا استحكم قيل ثول يثول ثولا ، قال : وهكذا هو في جميع الحيوان ، الليث : الثول - بالتحريك - شبه جنون في الشاء ، يقال للذكر أثول ، وللأنثى ثولاء ، وقال الجوهري : هو جنون يصيب الشاة فلا تتبع الغنم وتستدير في مرتعها ; وشاة ثولاء وتيس أثول ; قال الكميت :


                                                          تلقى الأمان على حياض محمد ثولاء مخرفة وذئب أطلس

                                                          وقال ابن سيده : الثول استرخاء في أعضاء الشاة ، وقيل : هو كالجنون يصيب الشاة ، وقد ثول ثولا واثول ; حكى الأخيرة سيبويه . وكبش أثول ، ونعم ثولاء ، وقد نهي عن التضحية بها . وفي حديث الحسن : لا بأس أن يضحى بالثولاء ، قال : الثول داء يأخذ الغنم كالجنون يلتوي منه عنقها ، وقيل : هو داء يأخذها في ظهورها ورءوسها فتخر منه . والأثول : البطيء النصرة والخير والعمل والجد . وثول الضباع : فحلها ، قال الفرزدق :


                                                          فيستمر ثول الضباع

                                                          وفي حديث ابن جريج : سأل عطاء عن مس ثول الإبل ، قال : لا يتوضأ منه ; الثول لغة في الثيل ، وهو وعاء قضيب الجمل ، وقيل : هو قضيبه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية