الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أزم ]

                                                          أزم : الأزم : شدة العض بالفم كله ، وقيل بالأنياب ، والأنياب هي الأوازم ، وقيل : هو أن يعضه ثم يكرر عليه ولا يرسله ، وقيل : هو أن يقبض عليه بفيه ، أزمه ، وأزم عليه يأزم أزما وأزوما ، فهو أزم وأزوم ، وأزمت يد الرجل آزمها أزما ، وهي أشد العض . قال الأصمعي : قال عيسى بن عمر كانت لنا بطة تأزم أي تعض ، ومنه قيل للسنة أزمة وأزوم وأزام بكسر الميم . وأزم الفرس على فأس اللجام . قبض ; ومنه حديث الصديق : نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد نشبت في جبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانكببت لأنزعها ، فأقسم علي أبو عبيدة فأزم بها بثنيتيه فجذبها جذبا رفيقا أي عضها وأمسكها بين ثنيتيه ; ومنه حديث الكنز والشجاع الأقرع : فإذا أخذه أزم في يده أي عضها . والأزم : القطع بالناب والسكين وغيرهما . والأوازم والأزم والأزم : الأنياب فواحدة الأوازم آزمة ، وواحدة الأزم آزم ، وواحدة الأزم أزوم . والأزم : الجدب والمحل . ابن سيده : الأزمة الشدة والقحط ، وجمعها إزم كبدرة وبدر ، وأزم كتمرة وتمر ; قال أبو خراش :


                                                          جزى الله خيرا خالدا من مكافئ على كل حال من رخاء ومن أزم

                                                          ، وقد يكون مصدرا لأزم إذا عض ، وهي الوزمة أيضا . وفي الحديث : اشتدي أزمة تنفرجي ، قال : الأزمة السنة المجدبة . يقال : إن الشدة إذا تتابعت انفرجت وإذا توالت تولت . وفي حديث مجاهد : أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال . والأوازم : السنون الشدائد كالبوازم . وأزم عليهم العام والدهر يأزم أزما وأزوما : اشتد قحطه ، وقيل : اشتد وقل خيره ; وسنة أزمة وأزمة وأزوم وآزمة ، قال زهير :


                                                          إذا أزمت بهم سنة أزوم

                                                          ويقال : قد أزمت أزام ، قال :


                                                          أهان لها الطعام فلم تضعه     غداة الروع إذ أزمت أزام

                                                          ، قال ابن بري : وأنشد أبو علي هذا البيت :


                                                          أهان لها الطعام فأنفذته     غداة الروع إذ أزمت أزوم

                                                          ويقال : نزلت بهم أزام وأزوم أي شدة . المتأزم : المتألم لأزمة الزمان ; أنشد عبد الرحمن عن عمه الأصمعي في رجل خطب إليه ابنته . فرد الخاطب :


                                                          قالوا : تعز فلست نائلها     حتى تمر حلاوة التمر
                                                          لسنا من المتأزمين ، إذا     فرح اللموس بثائب الفقر

                                                          أي لسنا نزوجك هذه المرأة حتى تعود حلاوة التمر مرارة ، وذلك ما لا يكون . والمتأزم : المتألم لأزمة الزمان وشدته ، واللموس : الذي في نسبه ضعة ، أي أن الضعيف النسب يفرح بالسنة المجدبة ليرغب إليه [ ص: 101 ] في ماله فينكح أشراف نسائهم لحاجتهم إلى ماله . وأزمتهم السنة أزما : استأصلتهم ، وقال شمر : إنما هو أرمتهم ، بالراء ، قال : وكذلك قال أبو الهيثم . ويقال : أصابتنا أزمة وآزمة أي شدة ; عن يعقوب . وأزم على الشيء يأزم أزوما : واظب عليه ولزمه . وأزم بضيعته وعليها : حافظ . أبو زيد : الأزوم المحافظة على الضيعة . وتأزم القوم إذا أطالوا الإقامة بدارهم . وأزم بصاحبه يأزم أزما : لزق . وفي الصحاح : أزم الرجل بصاحبه إذا لزمه . وأزمه أيضا أي عضه . وأزم عن الشيء : أمسك عنه . وأزم بالمكان أزما : لزمه . وأزمت الحبل والعنان والخيط وغيره آزمه أزما : أحكمت فتله وضفره ، بالراء والزاي جميعا ، ، والراء أعرف ، وهو مأزوم . والأزم : ضرب من الضفر ، وهو الفتل . وأزم أزما وأزم أزما ، كلاهما : تقبض . والمأزم : المضيق مثل المأزل ; وأنشد الأصمعي عن أبي مهدية :


                                                          هذا طريق يأزم المآزما     وعضوات تمشق اللهازما

                                                          ويروى عصوات ، وهي جمع عصا . وتمشق : تضرب . والمأزم : كل طريق ضيق بين جبلين ، وموضع الحرب أيضا مأزم ، ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر وعرفة مأزمين . الأصمعي : المأزم في سند مضيق بين جمع وعرفة . وفي حديث ابن عمر : إذا كنت بين المأزمين دون منى فإن هناك سرحة سر تحتها سبعون نبيا . وفي الحديث : إني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها ; المأزم : المضيق في الجبال حتى يلتقي بعضها ببعض ويتسع ما وراءه - والميم زائدة - وكأنه من الأزم القوة والشدة ; وأنشد لساعدة بن جؤية الهذلي :


                                                          ومقامهن - إذا حبسن - بمأزم     ضيق ألف وصدهن الأخشب

                                                          ، قال ابن بري : صواب إنشاده ومقامهن ، بالخفض على القسم لأنه أقسم بالبدن التي حبسن بمأزم أي بمضيق ، وألف ملتف ، والأخشب : جبل ، والمأزوم : مضيق الوادي في حزونة . ومآزم الأرض : مضايقها تلتقي ويتسع ما وراءها وما قدامها . ومآزم الفرج : مضايقه ، واحدها مأزم . ومأزم القتال : موضعه إذا ضاق ، وكذلك مأزم العيش هذه عن اللحياني ، وكل مضيق مأزم . والأزم : إغلاق الباب . وأزم الباب أزما : أغلقه . والأزم : الإمساك . أبو زيد : الآزم الذي ضم شفتيه . والأزم : الصمت . والأزم : ترك الأكل وأصله من ذلك ; وفي الحديث : أن عمر قال للحارث بن كلدة وكان طبيب العرب : ما الطب ؟ فقال : هو الأزم ، وهو أن لا تدخل طعاما على طعام ، وفسره الناس أنه الحمية والإمساك عن الاستكثار ، وفي النهاية : إمساك الأسنان بعضها على بعض . والأزمة : الأكلة الواحدة في مرة كالوجبة اليوم . وفي حديث الصلاة أنه قال : أيكم المتكلم ؟ فأزم القوم أي أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام ، قال : ومنه سميت الحمية أزما ، قال : والرواية المشهورة : فأرم القوم ، بالراء وتشديد الميم ; ومنه حديث السواك : يستعمله عند تغير الفم ، من الأزم . وأزيم : جبل بالبادية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية