الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 718 ] 427 - الحديث الأول : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال " دبر رجل من الأنصار غلاما له - ، وفي لفظ : { بلغ النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلا من أصحابه أعتق غلاما له عن دبر - لم يكن له مال غيره فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانمائة درهم ، ثم أرسل ثمنه إليه } .

                                        التالي السابق


                                        اختلف العلماء في بيع المدبر ، ومن منع من بيعه مطلقا : فالحديث حجة عليه ; لأن المنع الكلي يناقضه الجواز الجزئي ، وقد دل الحديث على بيع المدبر بصريحه فهو يناقض المنع من بيع كل مدبر . وأما من أجاز بيع المدبر في صورة من الصور : فإذا احتج عليه بهذا الحديث من يرى جواز بيع كل مدبر يقول : أنا أقول به في صورة كذا ، والواقعة واقعة حال لا عموم لها فيجوز أن يكون في الصورة التي أقول بجواز بيعه فيها فلا تقوم علي الحجة في المنع من بيعه في غيرها ، كما يقول مالك في جواز بيعه في الدين على التفصيل المذكور في مذهبه ، ومذهب الشافعي : جواز بيعه مطلقا ، والله أعلم .

                                        والحمد لله وحده ، وصلاته على أشرف خلقه محمد وآله .

                                        [ ص: 719 ] صورة ما في آخر الأصل شاهدت في الأصل المنقول منه : ما مثاله : وجدت على الأصل المنقول منه : ما مثاله : قرأت جميع هذا السفر - والذي قبله - من الكلام على أحاديث كتاب " العمدة " لسيدنا الشيخ الفقيه ، الإمام الأوحد ، المحدث ، الحافظ الحافل ، الضابط المتقن المحقق ، تقي الدين أبي الفتح محمد بن الشيخ الفقيه الإمام العارف العالم مجد الدين أبي الحسن علي بن وهب بن مطيع القشيري وصل الله مدته ، وأبقى على المسلمين بركته - : عليه ، في هذه النسخة ، مصححا لألفاظه ، ومتفهما لبعض معانيه ، في مجالس ، أولها : مستهل المحرم سنة سبع وتسعين وستمائة وآخرها : الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة . كتبه عبد الله ، الفقير إليه : محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليعمري وفقه الله . صحيح ذلك كتبه محمد بن علي . نقله - كما شاهده - العبد الفقير إلى الله تعالى : أبو سعيد أحمد بن أحمد بن أحمد الهكاري غفر الله له ، ولطف به والمسلمين . و [ من ] خطه : نقله شاهده - أفقر عباد الله إلى مغفرته ورحمته : عمر بن أحمد بن أبي الفتوح فرج بن أحمد الصفدي عفا الله عنه ، وغفر له ولوالديه ، ولجميع المسلمين . آمين .

                                        والحمد لله أولا وأخرا ، وظاهرا وباطنا ، وسلام على عباده الذين اصطفى .




                                        الخدمات العلمية