الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون .

                                                                                                                                                                                                                                      في القائلين لموسى ذلك قولان . أحدهما: أنهم السبعون المختارون ، قاله ابن مسعود وابن عباس . والثاني: جميع بني إسرائيل إلا من عصم الله منهم ، قاله ابن زيد قال: وذلك أنه أتاهم بكتاب الله ، فقالوا: والله لا نأخذ بقولك حتى نرى الله جهرة; فيقول هذا كتابي . وفي "جهرة" قولان . أحدهما: أنه صفة لقولهم ، أي: جهروا بذلك القول ، قاله ابن عباس ، وأبو عبيدة . والثاني: أنها الرؤية البينة ، أي: أرناه غير مستتر عنا بشيء ، يقال: فلان يتجاهر بالمعاصي ، أي: لا يستتر من الناس ، قاله الزجاج . ومعنى "الصاعقة": ما يصعقون منه ، أي: يموتون . ومن الدليل على أنهم ماتوا ، قوله تعالى: ثم بعثناكم هذا قول الأكثرين . وزعم قوم أنهم لم يموتوا ، واحتجوا بقوله تعالى: وخر موسى صعقا وهذا قول ضعيف ، لأن الله تعالى فرق بين الموضعين ، فقال هناك: فلما أفاق وقال هاهنا: ثم بعثناكم والإفاقة للمغشي عليه ، والبعث للميت .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وأنتم تنظرون فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أن معناه: ينظر بعضكم إلى بعض كيف يقع ميتا . والثاني: ينظر بعضكم إلى إحياء بعض . والثالث: تنظرون العذاب كيف ينزل بكم ، وهو قول من قال: نزلت نار فأحرقتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية