الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أسل ]

                                                          أسل : الأسل : نبات له أغصان كثيرة دقاق بلا ورق ، وقال أبو زياد : الأسل من الأغلاث وهو يخرج قضبانا دقاقا ليس لها ورق ولا شوك إلا أن أطرافها محددة ، وليس لها شعب ولا خشب ، ومنبته الماء الراكد ولا يكاد ينبت إلا في موضع ماء أو قريب من ماء ، واحدته أسلة تتخذ منه الغرابيل بالعراق ، وإنما سمي القنا أسلا تشبيها بطوله واستوائه ، قال الشاعر :


                                                          تعدو المنايا على أسامة في ال خيس ، عليه الطرفاء والأسل

                                                          والأسل الرماح على التشبيه به في اعتداله وطوله واستوائه ، ودقة أطرافه والواحد كالواحد . والأسل : النبل . والأسلة : شوكة النخل وجمعهما أسل . قال أبو حنيفة : الأسل عيدان تنبت طوالا دقاقا مستوية لا ورق لها يعمل منها الحصر . والأسل : شجر . ويقال : كل شجر له شوك طويل فهو أسل ، وتسمى الرماح أسلا . وأسلة اللسان : طرف شباته إلى مستدقه ، ومنه قيل للصاد والزاي والسين أسلية ، لأن مبدأها من أسلة اللسان ، وهو مستدق طرفه ، والأسلة : مستدق اللسان والذراع . وفي كلام علي : لم تجف لطول المناجاة أسلات ألسنتهم ; وهي جمع أسلة ، وهي طرف اللسان . وفي حديث مجاهد : إن قطعت الأسلة فبين بعض الحروف ولم يبين بعضا يحسب بالحروف أي تقسم دية اللسان على قدر ما بقي من حروف كلامه التي ينطق بها في لغته ، فما نطق به فلا يستحق ديته ، وما لم ينطق به استحق ديته . وأسلة البعير : طرف قضيبه . وأسلة الذراع : مستدق الساعد مما يلي الكف . وكف أسيلة الأصابع : وهي [ ص: 107 ] اللطيفة السبطة الأصابع . وأسل الثرى : بلغ الأسلة . وأسلة النصل : مستدقه . والمؤسل : المحدد من كل شيء . وروي عن علي - عليه السلام - أنه قال : لا قود إلا بالأسل ; فالأسل عند علي - عليه السلام - : كل ما أرق من الحديد وحدد من سيف أو سكين أو سنان ، وأصل الأسل نبات له أغصان دقاق كثيرة لا ورق لها . وأسلت الحديد إذا رققته ; وقال مزاحم العقيلي :


                                                          تبارى سديساها ، إذا ما تلمجت     شبا مثل إبزيم السلاح المؤسل

                                                          ، وقال عمر : وإياكم وحذف الأرنب بالعصا وليذك لكم الأسل الرماح والنبل ; قال أبو عبيد : لم يرد بالأسل الرماح دون غيرها من سائر السلاح الذي حدد ورقق ، وقوله الرماح والنبل يرد قول من قال : الأسل الرماح خاصة لأنه قد جعل النبل مع الرماح أسلا ، والأصل في الأسل الرماح الطوال وحدها ، وقد جعلها في هذا الحديث كناية عن الرماح والنبل معا ، قال : وقيل النبل معطوف على الأسل لا على الرماح ، والرماح بيان للأسل وبدل ; وجمع الفرزدق الأسل الرماح أسلات فقال :


                                                          قد مات في أسلاتنا ، أو عضه     عضب برونقه الملوك تقتل

                                                          أي في رماحنا . والأسلة : طرف السنان ، وقيل للقنا أسل لما ركب فيها من أطراف الأسنة . وأذن مؤسلة : دقيقة محددة منتصبة . وكل شيء لا عوج فيه أسلة . وأسلة النعل : رأسها المستدق . والأسيل : الأملس المستوي ، وقد أسل أسالة . وأسل خده أسالة : املس وطال . وخد أسيل : وهو السهل اللين ، وقد أسل أسالة : أبو زيد : من الخدود الأسيل ، وهو السهل اللين الدقيق المستوي والمسنون اللطيف الدقيق الأنف . ورجل أسيل الخد إذا كان لين الخد طويله . وكل مسترسل أسيل ، وقد أسل ، بالضم ، أسالة . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : كان أسيل الخد ; قال ابن الأثير : الأسالة في الخد الاستطالة وأن لا يكون مرتفع الوجنة . ويقال في الدعاء على الإنسان : بسلا وأسلا كقولهم تعسا ونكسا . وتأسل أباه : نزع إليه في الشبه كتأسنه . وقولهم : هو على آسال من أبيه مثل آسان أي على شبه من أبيه وعلامات وأخلاق ; قال ابن السكيت : ولم أسمع بواحد الآسال . ومأسل ، بالفتح : اسم رملة . ومأسل : اسم جبل . ودارة مأسل : موضع ; عن كراع . وقيل : مأسل اسم جبل في بلاد العرب معروف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية