الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13382 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن محمد البرتي ، ثنا موسى بن مسعود ، ثنا عكرمة بن عمار ، ( ح وأخبرنا ) أبو عبد الله ، أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب وأبو عمرو الفقيه ، قالا: ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، وأحمد بن يوسف ، قالا: ثنا النضر بن محمد ، ثنا عكرمة بن عمار ، ثنا أبو زميل ، حدثني ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا نبي الله ، ثلاث أعطيتهن ، قال: نعم ، قال: عندي أحسن العرب وأجملهن: أم حبيبة بنت أبي سفيان ، أزوجكها ، قال: نعم ، قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال: نعم ، قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال: نعم ، قال أبو زميل : ولولا أنه طلب ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاه ذلك ؛ لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: نعم - رواه مسلم في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم وأحمد بن جعفر - فهذا أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم بن الحجاج ؛ فأخرجه مسلم ، وتركه البخاري ، وكان لا يحتج في كتابه الصحيح بعكرمة بن عمار ، وقال: لم يكن عنده كتاب ، فاضطرب حديثه . ( قال الشيخ ) - رحمه الله: وهذا الحديث في قصة أم حبيبة - رضي الله عنها - قد أجمع أهل المغازي على خلافه ، فإنهم لم يختلفوا في أن تزويج أم حبيبة - رضي الله عنها - كان قبل رجوع جعفر بن أبي طالب وأصحابه من أرض الحبشة ، وإنما رجعوا زمن خيبر ، فتزويج أم حبيبة كان قبله ، وإسلام أبي سفيان بن حرب كان زمن الفتح - فتح مكة - بعد نكاحها بسنتين أو ثلاث ، فكيف يصح أن يكون تزويجها بمسألته ؟ وإن كانت مسألته الأولى إياه وقعت في بعض خرجاته إلى المدينة وهو كافر ، حين سمع نعي زوج أم حبيبة بأرض الحبشة ، والمسألة الثانية والثالثة وقعتا بعد إسلامه لا يحتمل إن كان الحديث محفوظا ، إلا ذلك ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية