الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أشب ]

                                                          أشب : أشب الشيء يأشبه أشبا : خلطه . والأشابة من الناس : الأخلاط ، والجمع الأشائب . قال النابغة الذبياني :


                                                          وثقت له بالنصر ، إذ قيل قد غزت قبائل من غسان ، غير أشائب

                                                          يقول : وثقت للممدوح بالنصر ، لأن كتائبه وجنوده من غسان ، وهم قومه وبنو عمه . وقد فسر القبائل في بيت بعده ، وهو :


                                                          بنو عمه دنيا ، وعمرو بن عامر     أولئك قوم ، بأسهم غير كاذب

                                                          ويقال : بها أوباش من الناس وأوشاب من الناس ، وهم الضروب المتفرقون . وتأشب القوم : اختلطوا ، وأتشبوا أيضا . يقال : جاء فلان فيمن تأشب إليه أي انضم إليه والتف عليه . والأشابة في الكسب : ما خالطه الحرام الذي لا خير فيه ، والسحت . ورجل مأشوب الحسب : غير محض ، وهو مؤتشب أي مخلوط غير صريح في نسبه . والتأشب : التجمع من هنا وهنا . يقال : هؤلاء أشابة ليسوا من مكان واحد ، والجمع الأشائب . وأشب الشجر أشبا ، فهو أشب وتأشب : التف . وقال أبو حنيفة : الأشب شدة التفاف الشجر وكثرته حتى لا مجاز فيه . يقال : فيه موضع أشب أي كثير الشجر ، وغيضة أشبة ، وغيض أشب أي ملتف . وأشبت الغيضة ، بالكسر ، أي التفت . وعدد أشب . وقولهم : عيصك منك ، وإن كان أشبا أي وإن كان ذا شوك مشتبك غير سهل . وقولهم : ضربت فيه فلانة بعرق ذي أشب أي ذي التباس . وفي الحديث : إني رجل ضرير بيني وبينك أشب فرخص لي في كذا . الأشب : كثرة الشجر ، يقال بلدة أشب إذا كانت ذات شجر ، وأراد ههنا النخيل . وفي حديث الأعشى الحرمازي يخاطب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن امرأته :


                                                          وقذفتني بين عيص مؤتشب     وهن شر غالب لمن غلب

                                                          المؤتشب : الملتف . والعيص : أصل الشجر . الليث : أشبت الشر بينهم تأشيبا ، وأشب الكلام بينهم أشبا : التف ، كما تقدم في الشجر ، وأشبه هو ; والتأشيب : التحريش بين القوم . وأشبه يأشبه ويأشبه أشبا : لامه وعابه . وقيل : قذفه وخلط عليه الكذب . وأشبته آشبه : لمته . قال أبو ذؤيب :


                                                          ويأشبني فيها الذين يلونها     ولو علموا لم يأشبوني بطائل

                                                          وهذا البيت في الصحاح : لم يأشبوني بباطل ، والصحيح لم يأشبوني بطائل . يقول : لو علم هؤلاء الذين يلون أمر هذه المرأة أنها لا توليني إلا شيئا يسيرا ، وهو النظرة والكلمة لم يأشبوني بطائل : أي لم يلوموني ; والطائل : الفضل . وقيل : أشبته : عبته ووقعت فيه . وأشبت القوم إذا خلطت بعضهم ببعض . وفي الحديث أنه قرأ :يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . فتأشب أصحابه إليه أي اجتمعوا إليه وأطافوا به . والأشابة : أخلاط الناس . تجتمع من كل أوب . ومنه حديث العباس - رضي الله عنه - يوم حنين : حتى تأشبوا حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويروى تناشبوا أي تدانوا وتضاموا . وأشبه بشر إذا رماه بعلامة من الشر يعرف بها ، هذه عن اللحياني . وقيل : رماه به وخلطه . وقولهم بالفارسية : رور وأشوب ترجمه سيبويه فقال : زور وأشوب . وأشبة : من أسماء الذئاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية