الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              366 - عمران القصير .

              ومنهم الواعظ البصير ، المحث على المسير إلى المصير ، أبو بكر عمران القصير ، كان التحفظ من شأنه . والتيقظ من مظانه .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو معاوية الغلابي ، ثنا رجل . قال : كان عمران القصير يقول : ألا حر كريم يصبر أياما قلائل .

              حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر ، حدثني محمد بن إدريس ، ثنا علي بن ميسرة ، ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ، حدثني عثمان بن زائدة ، عن عمران القصير . قال : ألا صابر كريم لأيام قلائل ، حرام على قلوبكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح . وحدثنا محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قالا : ثنا علي بن مسلم ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا عمران القصير . قال : قال موسى - عليه السلام - : يا رب أين أبغيك ؟ قال : ابغني عند المنكسرة قلوبهم ، فإني أدنو منهم كل يوم باعا ، لولا ذلك لتهدموا .

              حدثنا أبو العباس الوليد بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن النضر ، قالا : ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا محمد بن يحيى بن عمر ، ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، ثنا زهير السلولي . قال : شهدت هارون بن رباب مع مشايخ من شكله . فقال - وعمران القصير يتكلم - قال : ومعهم فتيان شبان جلوس ، فجعلوا يبكون والمشايخ لا تبكي ، فقلت في نفسي : هؤلاء الفتيان خير من هؤلاء الشيوخ . قال : فخرجوا من المجلس لما تقضى المجلس ، والفتيان يحدث بعضهم بعضا ويضحك [ ص: 178 ] بعضهم إلى بعض ، قال وخرج المشايخ في الحال التي كانوا عليها ، كأنما على رؤسهم الطير .

              حدثنا الوليد ، ومحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن ، ثنا محمد ، ثنا عبد الله بن مغيث بن سعدان اليشكري . قال : حدثتني ابنة بنت عمران ، عن أبيها - وكان قد عاهد الله أن لا ينام بليل أبدا إلا مستغلبا - قالت : قال أبي : جئت إلى طاعة الله طول الحياة ، ولولا الركوع والسجود وقراءة القرآن ما باليت أن أعيش في الدنيا فواقا ، قال : فلم يزل مجهودا على ذلك حتى مات - رحمه الله - قالت : فرأيته في منامي ، فقلت : يا أبت ، إنه لا عهد بك منذ فارقتنا ، قال : يا بنية ، فكيف تعهدين من فارق الحياة ، وصار إلى ضيق القبور وظلمتها ؟ قالت : فقلت : يا أبت ، كيف حالك منذ فارقتنا ؟ قال :خير حال يا بنية ، بوئنا المنازل ، ومهدت لنا المضاجع ، نحن ههنا نغدى ونراح برزقنا من الجنة ، قالت : فقلت فما الذي بلغكم هذا ؟ قال : الضمير الصالح ، وكثرة التلاوة لكتاب الله .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن ، ثنا - شعبة ، عن عمران القصير . قال : سمعت أبا رجاء . قال : قال أبو الدرداء : لأن أكبر مائة مرة ، أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار .

              حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن عمران . قال : سمعت الحسن - وسأله رجل - فقال : إني سألت فقيها ، فقال : وهل رأيت فقيها لا أبا لك ؟ ! ! إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، البصير بذنبه ، المداوم على عبادة ربه .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا حاجب بن أركين ، ثنا حماد بن الحسن ، ثنا سيار ، ثنا خليد العصري ، عن عمران ، عن الحسن . قال : إذا رأيتم الرجل يقتر على عياله ، فإن عمله بينه وبين الله تعالى أخبث وأخبث .

              حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا محمد بن جرير ، ثنا محمد بن علي ، ثنا حماد بن مسعدة ، ثنا عمران - وهو القصير - قال : كان جعفر بن زيد يقول في كلامه : [ ص: 179 ] ما أحلى ذكرك في أفواه الأبرار ! ! وأعظمك في قلوب المؤمنين ! ! .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية