الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13834 ( أخبرناه ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا شعبة ، ثنا الحكم عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة - رضي الله عنها : أنها أرادت أن تشتري بريرة للعتق ، وأراد مواليها أن يشترطوا ولاءها فذكرت عائشة ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " اشتريها فإنما الولاء لمن أعتق " . قالت عائشة - رضي الله عنها : وأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحم فقلت : هذا مما تصدق به على بريرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هو لها صدقة ولنا هدية " . قال الحكم قال إبراهيم : وكان زوجها حرا فخيرت من زوجها . رواه البخاري في الصحيح عن آدم دون هذه اللفظة ، ورواه عن حفص بن عمر ، عن شعبة ، وفي آخره قال الحكم : وكان زوجها حرا . قال البخاري : وقول الحكم مرسل ، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما : رأيته عبدا .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ ) - رحمه الله : وقد روينا عن القاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد ، وعمرة بنت عبد الرحمن ، كلهم عن عائشة - رضي الله عنها : أن زوج بريرة كان عبدا .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الحسن : محمد بن موسى المقرئ يقول : سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : خالف الأسود بن يزيد الناس في زوج بريرة فقال : إنه حر . وقال الناس : إنه كان عبدا . قال الشيخ : وقد روي عن أبي حذيفة ، عن الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، وعن أبي جعفر الرازي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة - رضي الله عنها - قال أحدهما : إن زوج بريرة كان عبدا حين أعتقت . وقال الآخر قالت : كان زوج بريرة مملوكا لآل أبي أحمد .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) بالأول أبو عمرو الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، حدثني أبو عمران بن هانئ ، ثنا محمد بن صالح ، ثنا أبو حذيفة ( وأخبرنا ) بالثاني أبو بكر الأصبهاني ، أنبأ علي بن عمر ، ثنا أبو بكر بن مجاهد ، وأحمد بن عبد الله صاحب أبي صخرة ، وغيرهما قالوا : ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا أبو جعفر الرازي فذكراه وليس ذلك بشيء من هذين الوجهين فرواية الجماعة عن الثوري ، والأعمش بخلاف ذلك ، والاعتماد على ما سبق ذكره وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سمعت عليا يعني ابن المديني [ ص: 225 ] يقول لنا : أيهما ترون أثبت عروة أو إبراهيم عن الأسود ، ثم قال علي : أهل الحجاز أثبت . قال الشيخ - رحمه الله : يريد علي رواية عروة وأمثاله من أهل الحجاز أصح من رواية أهل الكوفة ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية