الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
التعريفات بأشهر كتب التفسير

تزخر المكتبة الإسلامية بكتب التفسير بالمأثور ، وكتب التفسير بالرأي ، وكتب التفسير المعاصر . وبعض هذه الكتب أشهر من بعض في التداول بين أيدي القراء .

أشهر الكتب المؤلفة في التفسير بالمأثور

1- التفسير المنسوب إلى ابن عباس .

2- تفسير ابن عيينة .

3- تفسير ابن أبي حاتم .

4- تفسير أبي الشيخ ابن حبان .

5- تفسير ابن عطية .

6- تفسير ابن الليث السمرقندي " بحر العلوم " .

[ ص: 350 ] 7- تفسير أبي إسحاق " الكشف والبيان عن تفسير القرآن " .

8- تفسير ابن جرير الطبري " جامع البيان في تفسير القرآن " .

9- تفسير ابن أبي شيبة.

10- تفسير البغوي "معالم التنزيل".

11- تفسير أبي الفداء الحافظ ابن كثير "تفسير القرآن العظيم".

12- تفسير الثعالبي "الجواهر الحسان في تفسير القرآن".

13- تفسير جلال الدين السيوطي "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".

14- تفسير الشوكاني "فتح القدير".

وسنعرف ببعض منها:

1- تفسير ابن عباس:

ينسب إلى ابن عباس -رضي الله عنه- جزء كبير في التفسير. طبع في مصر مرارا باسم "تنوير المقياس من تفسير ابن عباس" جمعه "أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشافعي". صاحب القاموس المحيط.

وابن عباس، كان بحق: "ترجمان القرآن" وكان عمر بن الخطاب يثق بتفسيره ويجله، وقد أخذ في بعض المواضع عن أهل الكتاب فيما اتفق القرآن فيه مع التوراة والإنجيل، وذلك في دائرة محدودة.

وقد اتهمه الأستاذ جولدزيهر في كتاب "المذاهب الإسلامية في تفسير القرآن" بالتوسع في الأخذ عن أهل الكتاب، ونسج على منواله الأستاذ أحمد أمين في "فجر الإسلام" وتولى الرد عليهما الأستاذ محمد حسين الذهبي في كتابه "التفسير والمفسرون"، فابن عباس كغيره من الصحابة ما كان يسأل علماء اليهود الذين اعتنقوا الإسلام عن شيء يمس العقيدة، أو يتصل بأصول الدين أو فروعه، إنما كان يقبل الصواب الذي لا يتطرق إليه الشك في بعض القصص والأخبار الماضية.

[ ص: 351 ] ويمتاز ابن عباس برجوعه في فهم معاني ألفاظ القرآن إلى الشعر العربي، لمعرفته بلغة العرب وإلمامه بديوانها.

وتتعدد الروايات عن ابن عباس، وتتفاوت صحة وضعفا، وقد تتبع العلماء هذه الروايات وكشفوا عن مبلغها من الصحة، فمن أشهر طرق هذه الروايات:

1- طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - وهذه هي أجود الطرق عنه، وفيها قال الإمام أحمد: "إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا"، وقال الحافظ ابن حجر: "وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث - رواها عن معاوية بن صالح - عن علي بن أبي طلحة - عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس".

2- طريق قيس بن مسلم الكوفي عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين.

3- طريق ابن إسحاق صاحب السير، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس - وهي طريق جيدة، وإسنادها حسن.

4- طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، تارة عن أبي مالك، وتارة عن أبي صالح عن ابن عباس، وإسماعيل السدي مختلف فيه، وهو تابعي شيعي، وقال السيوطي: "روى عن السدي الأئمة مثل الثوري وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير "تفسير السدي".

5- طريق عبد الملك بن جريج عن ابن عباس - وهذه الطريق تحتاج إلى دقة في البحث، فإن ابن جريج روى ما ذكر في كل آية من الصحيح والسقيم.

6- طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي عن ابن عباس - وهي طريق غير [ ص: 352 ] مقبولة; لأن الضحاك مختلف في توثيقه، وطريقه إلى ابن عباس منقطعة; لأنه لم يلقه. فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، فضعيفة، لضعف بشر.

7- طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، وهي غير مقبولة; لأن عطية ضعيف وربما حسن له الترمذي.

8- طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخراساني - ومقاتل ضعيف، يروي عن مجاهد وعن الضحاك ولم يسمع منهما، وقد كذبه غير واحد، ولم يوثقه أحد، واشتهر عنه التجسيم والتشبيه، وقال أحمد بن حنبل: "لا يعجبني أن أروي عن مقاتل بن سليمان شيئا".

9- طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - وهذه أوهى الطرق، والكلبي مشهور بالتفسير، وقد قيل فيه: أجمعوا على ترك حديثه، وليس بثقة، ولا يكتب حديثه، واتهمه جماعة بالوضع، ولذا قال السيوطي في الإتقان: "فإن انضم إلى ذلك -أي إلى طريق الكلبي- رواية محمد بن مروان السدي الصغير عنه فهي سلسلة الكذب".

ويتضح من التفسير المنسوب إلى ابن عباس أن معظم ما روي عن ابن عباس في هذا الكتاب -إن لم يكن جميعه- يدور على محمد بن مروان السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وقد عرفنا مبلغ رواية السدي الصغير عن الكلبي فيما تقدم.

"

التالي السابق


الخدمات العلمية