الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا آية 143

                                          [1331 ] حدثنا الحسن بن عرفة وأحمد بن سنان، والحسن بن محمد بن الصباح [ ص: 249 ] قالوا: ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك جعلناكم أمة وسطا" قال: عدلا .

                                          قوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس

                                          [1332 ] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم: فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فذلك قوله: جعلناكم أمة وسطا الوسط: العدل. قال: فتدعون فتشهدون له بالبلاغ، ثم يشهد عليكم بعده.

                                          [1333 ] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار ، حدثني سرور بن المغيرة ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن، قوله: لتكونوا شهداء على الناس أي عدلا على الناس.

                                          الوجه الثاني

                                          [1334 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني، ثنا الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، حدثني عبد الله بن أبي الفضل المديني، حدثني أبو هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يصلي عليها فقال الناس. نعم الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت. وأتي بجنازة أخرى فقال الناس: بئس الرجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت. قال أبي بن كعب : ما قولك: وجبت؟ فقال: قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس

                                          قوله: على الناس

                                          [1335 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية لتكونوا شهداء على الناس يقول: لتكونوا شهداء على الأمم التي خلت قبلكم، بما جاءتهم به رسلهم وبما كذبوهم.

                                          [ ص: 250 ] قوله: ويكون الرسول عليكم شهيدا

                                          [1336 ] حدثنا عمرو الأودي، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت: فيقول: نعم. فتدعون للشهادة بالبلاغ. قال: ثم أشهد عليكم بعده .

                                          [1337 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج، عن ابن جريج ، قلت لعطاء : ويكون الرسول عليكم شهيدا قال: يشهد أنهم قد آمنوا بالحق إذ جاءهم وقبلوه وصدقوا به. وروي عن أبي العالية ، وعكرمة ، وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك.

                                          [1338 ] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد بن بشار ، حدثني سرور بن المغيرة ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن : "ويكون الرسول عليكم شهيدا" أي: عدلا .

                                          [1339 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : "لتكونوا شهداء على الناس": فكانوا شهداء على الناس يوم القيامة، كانوا شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب، وآل فرعون، أن رسلهم قد بلغتهم وأنهم كذبوا وهي في قراءة أبي بن كعب : "وتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة".

                                          قوله: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها

                                          [1340 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج، عن ابن جريج ، قال قلت لعطاء : وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قال لي عطاء : بيت المقدس. وروي عن عطية والسدي نحو ذلك.

                                          قوله: إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه

                                          [1341 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : "إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" قال ابن عباس : لنميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة.

                                          [ ص: 251 ] [1342] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة بن الفضل ، قال: قال محمد بن إسحاق ، حدثني مولى آل زيد عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس : إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه أي: ابتلاء واختبارا. وروى الحسن، وعطاء ، وقتادة ، نحو ذلك.

                                          قوله: وإن كانت لكبيرة

                                          [1343 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا شبابة، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله" يقول: ما أمروا به من التحول إلى الكعبة من بيت المقدس، وروي عن أبي العالية ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك.

                                          [1344 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال: قال الله عز وجل: وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله يعني تحويلها على أهل الشك والريبة.

                                          قوله: إلا على الذين هدى الله

                                          [1345 ] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة بن الفضل ، قال: قال محمد بن إسحاق ، حدثني محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله أي: الذين ثبت الله. وروي عن قتادة قال: عصم الله.

                                          [1346 ] حدثنا أبي ، قال: قرأت على أبي معمر المنقري، ثنا عبد الوارث ، ثنا محمد بن ذكوان، عن مجالد بن سعيد ، قال الحجاج للحسن : أخبرني برأيك في أبي تراب قال الحسن: سمعت الله يقول: وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله فعلي ممن هدى الله .

                                          قوله: وما كان الله ليضيع إيمانكم

                                          [1347 ] حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود ، ثنا شريك، وحديج، عن أبي إسحاق . عن البراء بن عازب ، قال: مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقالوا : [ ص: 252 ] فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يصلون نحو بيت المقدس فأنزل الله عز وجل: وما كان الله ليضيع إيمانكم قال: صلاتكم إلى بيت المقدس.

                                          [1348 ] حدثنا أبي ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة بن الفضل ، قال: قال محمد بن إسحاق ، حدثني محمد مولى زيد عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : وما كان الله ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيكم، واتباعه إلى القبلة الأخرى، أي: ليعطينكم أجرهما جميعا، إن الله بالناس لرءوف رحيم

                                          الوجه الثاني

                                          [1349 ] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار ، حدثني سرور بن المغيرة ، عن عباد بن منصور عن الحسن قوله: وما كان الله ليضيع إيمانكم أي: ما كان الله ليضيع محمدا وانصرافكم معه حيث انصرف، إن الله بالناس لرءوف رحيم

                                          قوله: إن الله بالناس لرءوف رحيم

                                          [1350 ] حدثنا علي بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، أنبأ سعيد بن بشير ، عن سعيد بن أبي عروبة : " رءوف رحيم " يعني: رءوف رفيق .

                                          [1351 ] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى، ثنا عبد الله ، حدثنا عطاء ، عن سعيد بن جبير في قول الله عز وجل: " رءوف " قال يرأف بكم.

                                          [1352 ] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، قال محمد بن إسحاق : رحيم قال: يرحم الله العباد على ما فيهم. [1353 ] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني عبد الله ، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: رحيم يعني بالمؤمنين.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية