الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد

                                                                                                                568 حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو حدثنا ابن وهب عن حيوة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا المقرئ حدثنا حيوة قال سمعت أبا الأسود يقول حدثني أبو عبد الله مولى شداد أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا ) قال أهل اللغة : يقال : نشدت الدابة إذا طلبتها ، وأنشدتها إذا عرفتها . ورواية هذا الحديث ( ينشد ضالة ) بفتح الياء وضم الشين من نشدت إذا طلبت . ومثله : قوله في الرواية الأخرى : ( إن رجلا نشد في المسجد فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له ) قوله : ( إلى الجمل الأحمر ) في هذين الحديثين فوائد منها : النهي عن نشد الضالة في المسجد ، ويلحق به ما في معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها من العقود ، وكراهة رفع الصوت في المسجد .

                                                                                                                قال القاضي : قال مالك وجماعة من العلماء : يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره ، وأجاز أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك - رحمه الله تعالى - رفع الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس ؛ لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه .




                                                                                                                الخدمات العلمية