الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حبش ]

                                                          حبش : الحبش : جنس من السودان وهم الأحبش والحبشان مثل حمل وحملان والحبيش ، وقد قالوا الحبشة على بناء سفرة ، وليس بصحيح في القياس لأنه لا واحد له على مثال فاعل ، فيكون مكسرا على فعلة ؛ قال الأزهري : الحبشة خطأ في القياس لأنك لا تقول للواحد حابش مثل فاسق وفسقة ، ولكن لما تكلم به سار في اللغات ، وهو في اضطرار الشعر جائز . وفي الحديث : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا ، أي أطيعوا صاحب الأمر وإن كان عبدا حبشيا ، فحذف كان وهي مرادة . والأحبوش : جماعة الحبش ؛ قال العجاج :


                                                          كأن صيران المها الأخلاط بالرمل أحبوش من الأنباط



                                                          وقيل : هم الجماعة أيا كانوا لأنهم إذا تجمعوا اسودوا . وفي حديث خاتم النبي ، صلى الله عليه وسلم : فيه فص حبشي ؛ قال ابن الأثير : يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدنهما اليمن والحبشة أو نوعا آخر ينسب إليها . والأحابيش : أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب [ ص: 16 ] التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام ، فقال إبليس لقريش : إني جار لكم من بني ليث ، فواقعوا دما ، سموا بذلك لاسودادهم ؛ قال :


                                                          ليث وديل وكعب والذي ظأرت     جمع الأحابيش ، لما احمرت الحدق



                                                          فلما سميت تلك الأحياء بالأحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الكلام كالتجميع . وحبشي : جبل بأسفل مكة يقال منه سمي أحابيش قريش ، وذلك أن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشا ، وتحالفوا بالله إنا ليد على غيرنا ما سجا ليل ووضح نهار وما أرسى حبشي مكانه ، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل ؛ ومنه حديث عبد الرحمن بن أبي بكر : أنه مات بالحبشي ؛ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر الشين والتشديد ، موضع قريب من مكة ، وقيل : جبل بأسفل مكة . وفي حديث الحديبية : أن قريشا جمعوا ذلك جمع الأحابيش ؛ قال : هم أحياء من القارة . وأحبشت المرأة بولدها إذا جاءت به حبشي اللون . وناقة حبشية : شديدة السواد . والحبشية : ضرب من النمل سود عظام لما جعل ذلك اسما لها غيروا اللفظ ليكون فرقا بين النسبة والاسم ، فالاسم حبشية والنسب حبشية . وروضة حبشية : خضراء تضرب إلى السواد ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          ويأكلن بهمى جعدة حبشية     ويشربن برد الماء في السبرات



                                                          والحبشان : الجراد الذي صار كأنه النمل سوادا ، الواحدة حبشية ؛ هذا قول أبي حنيفة ، وإنما قياسه أن تكون واحدته حبشانة أو حبش أو غير ذلك مما يصلح أن يكون فعلان جمعه . والتحبش : التجمع . وحبش الشيء يحبشه حبشا وحبشه وتحبشه واحتبشه : جمعه ؛ قال رؤبة :


                                                          أولاك حبشت لهم تحبيشي



                                                          والاسم الحباشة . وحبشت له حباشة إذا جمعت له شيئا ، والتحبيش مثله . وحباشات العير : ما جمع منه ، واحدتها حباشة . واحتبش لأهله حباشة : جمعها لهم . وحبشت لعيالي وهبشت أي كسبت وجمعت ، وهي الحباشة والهباشة ؛ وأنشد لرؤبة :


                                                          لولا حباشات من التحبيش     لصبية كأفرخ العشوش



                                                          وفي المجلس حباشات وهباشات من الناس أي ناس ليسوا من قبيلة واحدة وهم الحباشة الجماعة ، وكذلك الأحبوش والأحابيش ، وتحبشوا عليه : اجتمعوا ، وكذلك تهبشوا . وحبش قومه تحبيشا أي جمعهم . والأحبش : الذي يأكل طعام الرجل ويجلس على مائدته ويزينه . والحبشي : ضرب من العنب . قال أبو حنيفة : لم ينعت لنا . والحبشي : ضرب من الشعير سنبله حرفان وهو حرش لا يؤكل لخشونته ولكنه يصلح للعلف . ومن أسماء العقاب : الحباشية والنسارية تشبه بالنسر . وحبشية : اسم امرأة كان يزيد ابن الطثرية يتحدث إليها . وحبيش : طائر معروف جاء مصغرا مثل الكميت والكعيت . وحبيش : اسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية